الدبل
الجديد
في عام 1996 كنت مبتعثًا لدراسة الدكتوراه، وأذكر أنني جلست في أحد مقاهي “لندن” وإلى جواري المغفور له بإذن الله “عبد الله الدبل”. كان اللقاء الأول، ودار بيننا حديثٌ عن كرة القدم المحلية والعالمية، ما زلت أذكر تفاصيله، ومع نهاية الحديث، الذي كنت أتمنى ألَّا ينتهي، أخرج الراحل من جيبه تذكرتين، وقال: طالما أنك عاشق لكرة القدم، إليك إذًا هذه الهدية، وإذ بها تذكرتين لنصف نهائي ونهائي بطولة أمم أوروبا “يورو 96”، ومن يومها بدأت علاقةٌ، تعلَّمت منها الكثير حتى أخذ الله أمانته، وخسرت الكرة السعودية أحد أهم رموزها، وكنت أمنّي النفس بظهور “الدبل الجديد”.
في عام 2011 فزت بعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لفترة ثانية، وكان من أهداف القيادة الرياضية حينها زيادة عدد الممثلين السعوديين في الاتحاد القاري، واتَّفقت مع العزيز “محمد النويصر” على ترشيح الأسماء لسمو الأمير “نواف بن فيصل”، وكان من بينها “ياسر المسحل”، ومنذ أن وطأت قدماه أرض “كوالالمبور”، توقعنا أن يصبح “الدبل الجديد”.
تدرَّج “أبو سلمان” في عدد من المناصب المحلية والقارية والدولية، وكان الجميع يثني على شخصيته الرياضية التوافقية التي تناسب المناصب الدولية، فهو يملك الحس الرياضي الدبلوماسي الذي يقرِّب وجهات النظر، ويبني العلاقات، ويكسب الثقة، كما أنه قارئ ممتاز للمشهد الرياضي بشكل عام، ومتعلم لا يتوقف عن زيادة رصيده المعرفي من وقته وماله، وحصل على دبلوم عالٍ في الإدارة الرياضية من “جامعة السوربون ـ باريس”، ليصنع “الدبل الجديد”.
بالأمس تم اختياره لعضوية المجلس التنفيذي في الاتحاد الدولي “فيفا”، وهو الكرسي الذي لم يشغله أي “سعودي” منذ رحيل “أبو خالد”، رحمه الله، وبذلك تحققت توقعات مَن عرفوا “المسحل”، ولعلي هنا، بدعم من راعي النهضة الشبابية “الأمير محمد بن سلمان” وشغف من “وزير الرياضة”، أتوقَّع أن يكون منصب رئيس الاتحاد الآسيوي في عام 2027 بإذن الله من نصيب “الدبل الجديد”.
تغريدة tweet:
أختم مقالي اليوم بتهنئة الاتحاد الدولي “فيفا” على وجود ثلاث قيادات خليجية ضمن مجلسه التنفيذي، هم الشيخ “سلمان بن إبراهيم آل خليفة”، رئيس الاتحاد الآسيوي، نائبًا للرئيس، وعضوية الشيخ “حمد بن خليفة آل ثاني”، رئيس الاتحادين الخليجي والقطري، والقيادي القادم “ياسر بن حسن المسحل”، رئيس الاتحاد السعودي. وعلى منصات المستقبل المشرق نلتقي.