2023-02-19 | 23:09 مقالات

البنوك

مشاركة الخبر      

البنوك العالمية في السنوات الأخيرة اتجهت إلى استثمار المال في كرة القدم، والعلاقة أصبحت بالتراضي بين البنوك والمؤسسات المالية: وبين الأندية الرياضية والاتحادات الدوليةّ! إذ رحبت هذه الأندية بالبنوك كطرف ومستثمر قوي للغاية من ناحية: (التمويل).. التمويل الذي هو أهم ما تبحث عنه إدارات الأندية الرياضية السنوات الأخيرة.. عصر الاحتراف والتسويق الرياضي.. والمال الذي يتحكم في سقف انتقالات صفقات اللاعبين، وجودة بنية وملاعب ومتاجر الأندية، وبناء الخطط المالية والباقات المغرية للجماهير وبالتالي إنجازاتها وبطولاتها.. التي تؤدي إلى مزيد من الجذب للممولين والمستثمرين!
نادي توتنهام الإنجليزي الذي احتفل بالانتقال إلى ملعبه بعد التجديد «وايت هارت لين»، أقام هذا المشروع الضخم بالاستعانة ببنك أوف أمريكا، ومؤسسة جولدمان ساكس المالية الأمريكية، بتمويل 828 مليون دولار! رقم ضخم تحول ديونًا على توتنهام، الذي قررت إدارته عدم التعاقد مع أي لاعب من أجل هذا المشروع، الذي خرج بمواصفات عالمية من زمن آخر، لنقلة تخدم استراتيجية النادي في هذا العصر.
نفس المخطط سابقًا فعله تشيلسي بتجديد ستاده “ستامفورد بريدج” بتمويل 500 مليون باوند من بنوك، البنوك أيضًا (بدور الوسيط) في بيع 13 % من أسهم مانشستر سيتي لمستثمرين صينيين قبل سنوات!، لا ننسى أن مُمَول توتنهام: «جولدمان ساكس» أيضًا موَّل مشاريع البنية التحتية لاستادات أندية: يانكيز الأمريكي (البيسبول)، بروكلين نتس (كرة السلة)، نيويورك جيانتس ونيويورك جيتس (كرة القدم الأمريكية)، والقائمة تطول: استادات في مينيسوتا ولوس أنجليس وكاليفورنيا وأورلاندوّ! : في إسبانيا ريال مدريد ذهب إلى بنك سانتاندير ومجموعة جي بي مورجان الأمريكية وبنك سانتاندير أيضًا مرتبط برعاية قوية مع رابطة الدوري الإسباني.
أكثر الرعاة نشاطًا في دوريات 54 دولة في أوروبا: تلك التي ترتبط بالخدمات البنكية، بنسبة 14 % من إجمالي الرعاياتّ! حمل الدوري الإنجليزي البريميرليج اسم بنك «باركليز» لمدة 15 سنة كاملةّ! عبارة «ستاندرد تشارترد» على قميص ليفربول: هو اسم البنك راعي النادي في شراكة منذ 2010 وستستمر لـ2023.. النادي يستفيد بـ160 مليون باوند سنويًا (781 مليون ريال).. رقم ضخم لولاه ما تمكن ليفربول من إتمام صفقات قياسية للنادي.
الاستثمار الرياضي من البنوك وخاصةً السعودية في أندية الدوري السعودي هو استثمار مضمون، سواء بتمويل مشروعات الأندية، أو بالارتباط معها في رعايات وشراكات، وخصوصًا أن الدوري السعودي قد أصبح أكثر الدوريات شعبية وإمتاعًا على المستوى الإقليمي والعربي وخلال السنوات القادمة هذا الدوري سيكون أمتع وأقوى.. والتنافس عليه أشدّ.