عقدة
النصر
مصطلح العقدة والحظ سائد في عالم كرة القدم وبدرجة كبيرة في الكرة العربية، وهو في الواقع مصطلح يمثل تقزيم الفريق الفائز وتجريده من أدواته الفنية وقدرات مدربه وإمكانيات لاعبيه، واعتبار الحظ العامل الرئيس في أغلب حالات الفوز.
في الآونة الأخيرة اعتبر كثيرون استمرارية فوز الاتحاد على النصر وبالتحديد منذ 2019 يمثل عقدة، كونه فاز في ثماني مباريات منذ ذلك التاريخ، وبالمقابل فإن النصراويين يستعيدون الذاكرة لهم منذ عام 2013 كون فريقهم سجَّل كذلك ثماني حالات فوز على الاتحاد حتى عام 2018، وقس على ذلك بقية الفرق، ولم يقتصر الأمر على فريق وإنما يصل إلى لاعب محظوظ بإمكانه التسجيل في فريق لعدة مباريات حتى لو كانت إمكانياته محدودة.
في مباراة فريقي النصر والاتحاد الأخيرة لا يمكن القول بأن العقدة كان لاعبًا أساسيًا في المباراة أو الحظ لعب دوره مع الاتحاد أو رومارينيو في الفوز والتسجيل، لأننا بذلك نبخسهما الحق حتى لو كان هناك خطأ دفاعي للنصر، إلا أنه يحسب للاتحاد تنظيمه واستغلال الهجمة المرتدة بإتقان، وبالمقابل لعب النصر في ظروف إصابات صعبة لكنه تعامل مع اللقاء وفق رؤية فنية مختلفة لمدربه جارسيا كادت أن تنجح لولا ارتباك خط الدفاع بأكمله في الحالة الارتدادية التي كلفتهم المباراة.
نعود لقصة العقدة التي تصيب فريقًا أو لاعبًا في التسجيل أو عدمه، ونجد هذه الحالة قد يطال أمدها لسنوات تتمادى وتصبح واقعًا لفترة طويلة لا يمكن الخروج منها إلا بجيل آخر من الفريق، وسبب استمراريته يكمن في الطاقة السلبية والحديث المتراكم الذي يستشري بين اللاعبين عن سوء حظهم أو عقدتهم من الفريق المقابل ويتأصل بكامل المنظومة في النادي وبين جماهيره، وعندها يصبح حقيقة وواقعًا لا مناص منه، مع ترسيخ الإعلام المضاد هذه المقولة والتي في النهاية لن ينصلح حال الفريق من الوهم الذي يطارده، وبالتالي فإن كثيرًا من مجهود اللاعب وتفكيره وتركيزه وانضباطيته يتراجع قبل بدء المباراة، ولعل العديد من المباريات تشير إلى ذلك، أما حكاية الاتحاد عقدة النصر فهي حكاية بالية، فالفوز يحدده عوامل كثيرة ولو أيقينا بذلك فإن الأهلي غريم الاتحاد التقليدي، وإذا كان كذلك الوضع مثلًا فإن أطول حالة فوز أو لنقل عدم الخسارة كانت استمرار الأهلي مسيطرًا على مبارياته أمام الاتحاد لنحو تسعة مواسم أو أكثر دون أن يكسب الأخير مباراة واحدة، فهل الأهلي عقدة أزلية للاتحاد بعد هذه المواسم التسعة الطويلة.