حتى لا تتكرر تجربة ريكارد
ترك الفرنسي هيرفي رينارد تدريبه للأخضر من ورائه أسئلة واستنتاجات حول رحيله بهذه السرعة، فالمدرب قبل أشهر وقّع تجديد عقده لخمس سنوات قادمة ولم يظهر على السطح ما يعكر صفو العلاقة مع اتحاد الكرة، والأنظار كانت تتجه لإعداد المنتخب لكأس آسيا التي تبقى عليها أشهر عدة، فيما كان السؤال حول تفريطه بعقد كبير والانتقال إلى تدريب سيدات فرنسا وبعقد يمتد لعام واحد فقط.
الروايات حيال ذلك اختلفت؛ فهناك من راهن على عودته إلى الخليج وبنسبة كبيرة لأحد الفرق أو المنتخبات كما فعل مع المنتخبات التي تولى تدريبها، أو أنه بالفعل كان صادقًا في تجربته الجديدة التي ينتظرها بعد أشهر للمنافسة في مونديال السيدات وتليها أولمبياد فرنسا، فيما ظهرت تصريحات السيد هيرفي الأخيرة أنه فقد الطموح والشغف اللذين يمكنانه من دخول كأس آسيا منافسًا حقيقيًا على البطولة وأن تصريحاته الأخيرة دليل على ذلك في ظل العديد من الأخطاء التي يأتي أبرزها مجاملته لبعض اللاعبين واختياراته وعليه فإن خروجه غير مأسوف عليه.
لنطوي صفحة هيرفي بخيره وشره ونتجه للقادم من الأيام وكيف يفكر اتحاد الكرة في استقطاب مدرب يكمل المسيرة ويعيد صياغة الأخضر بالصورة المأمولة، وإن كانت الأصوات بدأت تتعالى في اختيار أحد مدربي الأندية وكأننا بذلك نعيد أخطاء المراحل السابقة التي انتقل فيها ماريو زاجالو من النصر وزوماريو من الرياض وعمر بوراس وباكيتا من الهلال وغيرهم وكانت تجاربهم غير موفقة أو التعاقد مع أسماء كبيرة، ولكنهم محدودو التجربة كما حصل مع الهولندي ريكارد الذي انبهرنا بتجربته الوحيدة مع برشلونه وخرج من الباب الصغير وكلف خروجه عشرات الملايين له ولوكيله دون فائدة فنية تذكر!
هناك متسع من الوقت في جلب مدرب لديه القدرة على استمرارية الأخضر في المنافسة وتحسين مركزه والنجاح في الإحلال بعد وصول نصف لاعبي المنتخب الأساسيين إلى فوق الثلاثين، وليس بالضرورة أن يكون اسمًا لامعًا، فالأهم نجاح تجاربه مع المنتخبات التي تولاها فالأسماء التي تتردد حاليًا بين وسائل التواصل لا تبشر بالخير والخوف كل الخوف أن نتورط في مدرب متشبع أو مدرب يحمل اسمًا لامعًا ولكنه لم يسبق له تدريب المنتخبات أو مدرب يعيد تجارب سالف الذكر في اختياراته الممنهجة صوب فريق واحد دون البقية.