من يستلم الراية من الهلال؟
الدوري السعودي للأندية الممتازة لكرة القدم، دخل موسم 2019م المرحلة الأقوى منذ تأريخ انطلاقته 1977م، بالسماح بتسجيل 8 لاعبين غير سعوديين في صفوف كل نادٍ من الـ 16 ناديًا، وكما كان الهلال الأكثر حصولًا على اللقب طوال تأريخ المسابقة، بواقع 18 لقبًا من أصل 45، أيضًا “هيمن” على هذه المرحلة إذ نال اللقب ثلاث مرات، من المواسم الأربعة التي تم تصنيفها بالأقوى فنيًا، والأكثر إثارة، والأعلى قيمة سوقية على مستوى الدوري، والنجوم.
وبخسارة الهلال لثماني نقاط من أصل ثلاث مواجهات، سقط حقه في الدفاع عن “ألقابه”، إذ لم يعد منافسًا هذا الموسم، لتنحصر البطولة في الأندية الثلاثة الاتحاد والنصر والشباب، وهي الأندية ذاتها التي كانت تنافسه على اللقب في النسخ الثلاث المتتالية التي حصل عليها، فماذا يعني ذلك؟ عادة لا ينظر إلى الدوري على أنه “قوي أو مثير” إن احتكر نادٍ أو ناديان ألقابه، ومع أن هذا الرأي مقبول لكنه يجب ألا يكون “حكمًا قاطعًا”، بالذات وأنه لا يوجد دوري في العالم له بطل جديد كل موسم، أو حتى ثلاثة وأربعة مواسم.
وما يعنيه أن استمرارية أندية الهلال والاتحاد والنصر والشباب، في التنافس على اللقب والأهلي إذا ما عاد للدوري الممتاز، ستظل ثابتة لن تتغير في المنظورين القريب والمتوسط، فيما تتراوح أدوار بقية الأندية بين صراع على البقاء، واحتلال الترتيب الوسط، أو مقعد يؤهل لبطولات محلية وخارجية، وهو وضع طبيعي لا ينتقص من الدوري ولا من هذه الأندية، لكنه دونما شك يعني أيضًا الفارق في السطوة الفعلية للهلال، لا المفتعلة من طرف منافسيه.
ومن هذا الموسم، أصبحت للأندية المنافسة فرصة تكرار ما فعله الهلال وتجاوزه، وهذا يتطلب ثمنًا مكلفًا، أصعب ما فيه أنه كان يحتاج إلى ادخار طويل فات وقته، لكن لابد من إظهار العزم على فعل ذلك، ولو بحرمان الهلال من الحصول على اللقب مواسم طويلة بالتناوب بينهم، للاقتراب شيئًا فشيئًا من عدد ألقابه الإجمالي في الدوري، أو تكرار “هاتريك” اللقب في مرحلة الاحتراف وعدد الأجانب وجودة المحترفين.
إن تحقيق الهلال لأبرز إنجازاته الكروية محليًا وقاريًا خلال تجدد نهوض “الكرة السعودية”، ومرحلة استهداف الدخول في قائمة أفضل 20 دوريًا في العالم، وتفرده بتمثيل الأندية السعودية آسيويًا وعالميًا، لم يأت صدفة عابرة بل نتيجة منطقية لعمل عقود وفق رؤية تكامل جاء تنفيذها “بقيادة رجال على قلب رجال”.