أنديتنا
وأزمة الفكر
بالرغم من الطفرة التي حدثت مؤخرًا في الرياضة السعودية وخاصة في كرة القدم من خلال الأندية، إلا أن هناك عائقًا كبيرًا قد يطيح بكافة هذه الإنجازات وهي أزمة الفكر، فالمتابع الجيد للدوري السعودي قد يجد أمامه حالات كثيرة من العشوائية في إصدار القرارات في هذه الأندية، وهو ما نتج عنه إهدار المال بصورة كبيرة نتيجة قرارات ارتجالية، التي لا تصب في مصلحة الرياضة السعودية.
دعونا ننظر ما حدث لعدد من الأندية السعودية والتخبط الذي حدث فيها خلال السنوات الماضية، بالرغم من امتلاكها أفضل اللاعبين في المنطقة، إلا وأن يومًا بعد يوم تثبت هذه الإدارات فشلها في التعامل مع الأزمات، التي تؤخر اتجاهنا في تحقيق الرؤية من خلال ترسيخ التخبط الإداري داخل النادي، وهذا أثَّر علينا بالسلب في المنظمات الرياضية، وهذا ما لا نتمناه للأندية السعودية.
الحل من وجهة نظري أن نضع خططًا مستقبلية نسير عليها بدل الحالات اللامتناهية من الفوضى والعشوائية وأشياء من أحادية الرأي، ومما لا يدع مجالًا للشك أن أزمة أغلب الأندية السعودية أزمة فكر وإدارة، لذلك ليس علينا التركيز فقط على الاحتراف الرياضي، بل نفكر خارج الصندوق ونركز على الجانب المهمل وهو الاحترافية والعمل بمنظور الشركات وتعظيم الاستثمار، الذي لم نهتم به مما أفرز الكثير من ديون الأندية المتعاقبة في الدوري.
ما أريد قوله إن للأسف الشديد مفهوم الإدارة التراكمية أصبح معدومًا وهو العمل من حيث انتهى الآخرون وتدارك الأخطاء والتركيز على الاستثمار في الأندية السعودية لم ينضج بعد، ولم يتم طرح أفكار متعددة لتطويره حتى ينعكس على البيئة الرياضية بالشكل المطلوب، فعندما نرى الدوريات الأوروبية نجد أن الإدارة الاحترافية والاستثمار أحد أهم المداخيل الرياضية، فالاستثمار الرياضي بمفهومه المؤسسي الذي يعتمد على تعميم المشاركات التي لا تستند على رغبات ذاتية واستبداد في الرأي، وهذا غير موجود في أجندة أنديتنا، ومثل هذه الأساليب من شأنها أن تؤثر سلبًا وتعود بالتنمية الرياضية إلى الوراء، وهو ما نراه اليوم بالفعل في أنديتنا السعودية.
لذلك يجب التفكير جيدًا في مستقبل الكرة السعودية في ظل الاهتمام فقط بالنتائج الوقتية دون تخطيط استراتيجي أو مستقبلي، من أجل أن يكون العمل في الأندية قائمًا على نظام مؤسسي واضح لا يتأثر برحيل إدارة أو قدوم أخرى، وألا تقبل استقالة رئيس النادي إلا بعد تقديم ملف كامل يبين المصروفات والمديونيات داخل هذه الأندية حتى لا تدع مجالًا للشك في وجود أي شبهات مالية داخل هذه الأندية.