2023-06-18 | 23:10 مقالات

هل نادي الوداد هو الانطلاقة؟

مشاركة الخبر      

خلال الفترة الماضية، أكد سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان تجسيد معادلة التفكير خارج الصندوق في مجالات عدة، حيث خطط في رؤيتنا 2030 على جعل مجال الاستثمار الرياضي، في المراحل المتقدمة، صناعةً عبر ضخ دعم لا محدود داخل السعودية ودول مختلفة، لتحقيق أهداف هذه الصناعة، وهذا ما جعلنا نشهد خلال السنوات الأخيرة في الاستثمار الرياضي السعودي تطورًا ملحوظًا في العمل الاحترافي، خاصةً في التعاملات المالية، والنظر إلى الرياضة بوصفها صناعةً تجلب ملايين الريالات، وأيضًا توجُّه رجال أعمال سعوديين، تجسيدًا لهذا الأمر، لشراء بعض الأندية الجماهيرية في دول مختلفة.
وقد انتشر في المغرب الشقيق أخيرًا خبرٌ عن صفقة شراء نادي الوداد، حيث تقدم مستثمرٌ سعودي، هو عبد الله العصيمي، لشراء النادي، أو الاستثمار فيه، وفي كل الحالات، أجدها فكرةً ممتازةً وخطوةً مهمةً، لأن الاستثمار في فريق الوداد له فوائد عدة لما يتمتع به من جماهيرية عالية في المغرب، وسجّل حافل بالإنجازات، وهذا ما سيجعل الاستثمار فيه مفيدًا، لأن المستثمر سيحصل على عديد من المزايا، ويضع اللبنة الأولى في ترسيخ مفهوم صناعة الرياضة بالسعودية وامتدادها إلى منطقة الشرق الأوسط “أوروبا الجديدة”.
وبما أنني أفضّل التحدث بالأرقام، فإن القيمة التسويقية لنادي الوداد المغربي تبلغ 20 مليون يورو، ويحتل المركز الرابع بين الأندية الأكثر قيمةً تسويقيًّا في إفريقيا، كما أنه ثاني أكبر الأندية في بلاده من الناحية الجماهيرية بعد الرجاء البيضاوي، إذ يبلغ عدد جماهيره أكثر من عشرة ملايين مشجع بحسب الإحصاءات الأخيرة التي أجرتها بعض وسائل الإعلام المختلفة، إلى جانب امتلاكه نحو مليونين و77 ألف متابع في “فيسبوك”، و317.8 ألف متابع في “تويتر”، ومليون في “إنستجرام”، بينما تصمّم قميصه شركة ماكرون الإيطالية المتخصِّصة في إنتاج الألبسة الرياضية بعقد بقيمة عشرة ملايين دولار، مع شرط بزيادة المقابل في حالة حصول الفريق على أي بطولة دولية مثلما حدث في بطولة دوري أبطال إفريقيا، وهذا ما يجعله مادةً خصبةً في الاستثمار، والنجاح فيه مضمونًا 100 في المئة.
ما كتبته في الماضي عن أفكار وفرص متاحة في العالم العربي، يتحقق الآن، فالاستثمار في أي نادٍ جماهيري، سيضمن لك انتشارًا كبيرًا على الجانب الشعبي، وسيحقق لك الأرباح، وهذا ما سيتحقق للمستثمر في حالة شراء نادي الوداد، الذي يملك شعبيةً كبيرةً في المغرب وإفريقيا.