كاسترو والتشويه
في أواخر الثمانينيات الميلادية تعاقد النصر مع البرازيلي جويل سانتانا لتدريب الفريق، ولم يحمل المدرب سيرة عالية، حتى أن آخر فريق دربه قبل مجيئه شباب الوصل الإماراتي، لكن من شاهد النصر في الموسمين اللذين قادهما جويل راهن أنهما أفضل المواسم في تاريخ النصر تنظيمًا وإمتاعًا.
كما حضر قبله وبعده مدربون من الأسماء الذائعة الصيت أمثال زاجالو، وهنري ميشيل، وبيتشنيك، وبيلي بينجهام، وآرثر جورج، وغيرهم، لكنهم لم يحققوا النجاح المنشود، رغم وصول الأخير لأربع نهائيات في موسم واحد، ولذلك فالرهان على نجاح مدرب من عدمه لا يقتصر على اسمه وسيرته التدريبية وإنجازاته فقط، فالأدوات في الملعب لها دور كبير وقدرته على إدارة الفريق وحتى الحظ له أيضًا دور في نجاحه، ولنأخذ حاليًا نونو سانتو البرتغالي الذي حقق مع الاتحاد بطولتين، ونجد أن سيرته في تحقيق البطولات للفرق التي دربها متواضعًا، لكنه وفق بدرجة كبيرة ساعده وجود لاعبين أجانب أكفاء لم يتغيبوا كثيرًا عن المباريات، وهي من الأمور التي يسعف الحظ فيها المدرب بثبات تشكيلته.
في الآونة الأخيرة عاش النصر على ردود فعل صاخبة وساخطة من اختيارات المدربين، وإن كان بعضهم نجح والآخر أخفق، رغم تاريخه التدريبي، فالأرجنتيني روسو واجه انتقادات جماهيرية مع إعلان التعاقد معه، ومع ذلك حقق نتائج مميزة وقفز بالفريق إلى مركز متقدم، رغم حضوره المتأخر في حين لم يكمل البرازيلي مانو مينيزيس المدرب الأسبق للبرازيل وجارسيا مشوارهما في الموسم رغم شهرتهما التي تفوق روسو.
مع انفراد “الرياضية” بتوصل النصر لاتفاق مع البرتغالي لويس كاسترو لتدريب الفريق خرجت أصوات مناوئة بعضها يرى أنه بالإمكان إحضار الأفضل تاريخًا وإنجازات، فيما خرجت أصوات متشنجة حكمت على المدرب بالفشل قبل مجيئه، ودللت بإلغاء عقده من الدحيل القطري وهي معلومة مغلوطة وحتى لا تشوه صورة الرجل، فإن قدومه للدحيل كان لموسم واحد، نجح في إحراز الكأس ووصافة الدوري، ولم تستطع إدارته الإبقاء عليه بعد العرض البرازيلي أما قدومه لشاختار الأوكراني فكان مميزًا.
أعرف أن كافة النصراويين همهم الأول نجاح المدرب في تحقيق البطولات، خاصة والفريق قادر على ذلك، وأن طموحها مدرب يحمل اسمًا وتاريخًا كبيرًا لكن مفاتيح البطولات لا تقتصر على هوية ومكانة المدرب إن لم يواكبها عدة عوامل تتيح له النجاح من استقرار ووفرة لاعبين أكفاء ومن إعداد إداري وجهاز فني مساعد على مستوى عال.