النصر
والتزوير
نشر مجهول في “مواقع التواصل” صورة مزورة لتطبيق نادي النصر، وكانت الصورة عبارة عن الصفحة التي تعلن عن مباريات الفريق الأول لكرة القدم، وكان التزوير واضحًا ولا يحتاج الذهاب إلى تطبيق “النصر” إلا لمزيد من التأكد أن الصورة مزورة.
فقد وضع هذا المجهول أمام مباراة “باريس سان جيرمان والنصر” مسمى البطولة “كأس العالم للأندية ـ الدور 2”.
وواضح أن هذا المسمى مقتطع من أول صورة وصل لها هذا المراهق “أو هكذا أظنه”، ولم ينتبه أن هذه أول مباراة في “البطولة الودية الدولية”، فكيف تصبح المباراة من “الدور 2”؟.
هذه السذاجة تؤكد ما يتوقعه بعض المفكرين أن “ثقافة الاستهلاك وأدواتها مواقع التواصل” ماضية في تدمير أخلاق البشر، فهذا المراهق أو ما أظنه كذلك، كان كل ما يهمه التفاعل معه، ولو عن طريق تدمير أخلاقه “الصدق”، ليحصد مشاهدات أكثر.
لم يمض على تزويره ساعة إلا وتلقفه بعض الإعلاميين ومشاهير “السوشال ميديا”، وروجوا للكذبة، لتشويه نادي النصر، وأنه زور مسمى مشاركاته.
إمعانًا بالكذب، كتب أحد المشاهير بعد أن حذف الجزء العلوي من الصورة المفبركة التي فيها شعار موقع النصر حتى لا يطارد قانونيًا، يقول: “بعد سنوات ربما يخرج علينا جيل جديد من الأفاكين ويقولون فريقنا شارك في هذه البطولة”.
ولم يكلف نفسه هو والبقية أن يتأكدوا من صحة ما نشره ذاك المجهول، مع أن كل ما تحتاجه “ضغطة زر”.
ترى لماذا لم يحاول هؤلاء الإعلاميون والمشاهير الذهاب لتطبيق النصر، ليتأكدوا من صحة المعلومة، قبل أن ينشروا كذبة ذاك المراهق؟.
أعتقد أن عقول بعض الإعلاميين ومشاهير “السوشل ميديا”، لا تختلف كثيرًا عن عقل المراهق الذي نشر الشائعة، ولهم نفس أهدافه، ولو على حساب مصداقيتهم.
أو هم كمشجعي “الهوليجانيزوم” الذين لا يكتفون بحب ناديهم، بل يشعرون أن عليهم تدمير منافس ناديهم وتشويهه، ليثبتوا ولاءهم لناديهم.
أو ربما يكون السبب ـ وهذا هو الأسوأ ـ أنهم يشوهون نادي النصر، ليهدؤوا ضمائرهم حتى لا تؤنبهم.
فالبعض إن أدمن الفساد، لن يعد قادرًا على إصلاح نفسه، فالإدمان “رغبة قهرية تدفع المدمن رغمًا عنه للاستمرار على فعل الشيء نفسه بأي طريقة”.
وإن كان هذا الفاسد قد زور ألقابًا ومتابعات ومتابعين ومشاهدات له أو لناديه، ولأن الإنسان مهما فسد لن يموت ضميره وسيظل يؤنبه.
سيحاول هذا المدمن تشويه الآخرين، ليخدر ضميره قائلًا: “أرأيت.. كل الناس فاسدين أيضًا”.