كلاسيكو الأرض وأم الهزائم
لقاء هذا المساء في دور الثمانية ببطولة كأس الملك للأندية بين الاتحاد والهلال سنشاهد قمة المتعة والإثارة التي عادة ما تجمع مواجهات الفريقين وإن كانت هناك انطباعات سادت أجواء المعسكرين إعلاميًا وجماهيريًا حول “مخاوف” شديدة من الهزيمة ومقابلها تسمع وتقرأ عبر لهجة تتسم من كلا الطرفين بـ”ثقة” الفوز والتأهل.
ـ الاتحاديون وإن ظهر فريقهم بمستوى فني رائع على الرغم من النقص الذي يعانيه في خط الدفاع إلا أنهم يتسلحون بمدرب خطير متمكن “واثق الخطوة يمشي نمرًا” وبنجوم “نمبر ون” وأبرزهم بنزيما وحمد الله وروما، مع الأخذ في الاعتبار أن المدرب أبو قلب “حديد” قادر أن يسيّر المباراة على طريقته الخاصة حتى وإن أجرى أحيانًا تغييرات مجنونة في مراكز اللاعبين وأسلوب اللعب.
ـ على ضوء هذه الثقة الاتحاديون متأكدون من أن النمور سيتجاوزون “عقدة” المواسم السابقة من منظور لا مقارنة بين اتحاد الأمس واتحاد اليوم وأن منافسهم المعروف يعاني ضعفًا واضحًا في خطي الدفاع والهجوم متناسين “العفريت” ميشيل اللاعب والنجم الذي لا يتألق إلا أمام الاتحاد وجمهوره وفي الحقيقة أخفق “سانتو” بالموسم الماضي في إيجاد “حلٍ” يحد من خطورته بينما لاحظنا ببطولة العرب من استطاع “تعطيل” اختراقاته بـ”ثلاثة” لاعبين “يحيطون” به ولا يسمحون له بالمرور نهائيًا ولا أظن أن دفاع الاتحاد قادر على تطبيق نظام إغلاق كل الشوارع التي كانت في لقاءات ماضية مفتوحة “يسرح ويمرح” فيها كما يشاء مع وجود “مخاوف اتحادية من التحكيم” الذي عادة ما يلعب دورًا مؤثرًا في فوز الزعيم.
ـ أما المعسكر الهلالي إعلاميًا وجماهيريًا، فلم يسبق لي أن رأيت مثل هذا الهوان مدعيًا أن فريقه فريق “مظلوم” لعدم حصوله على لاعب من فئة “A” كما هي متوافرة للعميد والنصر وبالتالي فإنهم “متخوفون” من أن النمور “سيلتهمون” الحوت الأزرق محملين “صندوق الاستثمار” مسؤولية إهمال متعمد وكأن هلالهم مستهدف وإن كنت أرى من رسخ هذا المفهوم ونشره وتوجيهه بهذه الصورة سعيًا لتصبح قضية رأي عام، واحد عبقري يملك فكرًا “ثقيلًا” وسترون هذا الثقيل حجمه ووزنه قريبًا.
ـ أخيرًا رؤيتي للمباريات المتبقية في دور الثمانية لن تخلو من”الندية” الشرسة وأجواء كروية مثيرة بالملعب والمدرجات متوقعًا تأهل السد والنصر والشباب على أن عنصر “المفاجأة” استبعد حدوثه ما عدا كلاسيكو الأرض فربما تحدث فيه “أم الهزائم” ولا تستغربوا استخدامي لوصف “كلاسيكو الأرض” فاختياري مصدره يعود إلى أن الاتحاديين “يتفاءلون” بملاعب الطائف مثلما يتفاءل الهلاليون بملعب الملز.