رحيل
تاليسكا
كان الشغل الشاغل للنصراويين هذه الأيام الحديث عن رحيل تاليسكا مع الفريق الأصفر للموسم الجديد من عدمه، تاركين دعم الفريق ومؤازرته في مشاركته العربية ومباراته الهامة اليوم مع الرجاء المغربي، وكأنهم تفرغوا للقيام بهذه المهمة بدلًا عن خصومهم ومنافسيهم لأرباك الفريق وتشتيت تركيزه.
الواقع النصراوي يقول الخوف الأكبر دائمًا يأتي من داخل البيت الأصفر وليس من خارجه في إحداث شرخ في الفريق سواء إداريًا أو إعلاميًا أو جماهيريًا، وإن كانت هذه المرة التجاذبات إعلامية جماهيرية بعيدًا عن الإدارة التي قدمت تاليسكا في المؤتمر الصحفي مع المدرب كاسترو، وكأنها بذلك ترسل رسالة غير مباشرة وترد على الجميع بأنه باق ولا صحة لما يثار من انتقاله، وإن كانت تبعات تلك الآراء والمناقشات المحتدمة بين النصراويين لم تكن بعيدة عن المدرب واللاعب في الرد على سؤال عن جاهزية الفريق، عندما حوّل المدرب السؤال لتاليسكا عن مدى جاهزيته.
هناك من قرأ المشهد بأنه بالونة اختبار وتمهيد لانتقاله وأن ذلك الأمر دبر بليل، وأن مثل تلك البلبلة لم تكن مصادفة أو عابرة، وهناك رأي يقول إن طريقة الفريق تحتاج إلى لاعب مكمل للوسط في ظل عجز اللاعب عن قيامة بالدور الدفاعي، وإنه كما يتردد حاليًا بين البعض لا يخدم منظومة الفريق، ورأي آخر يقول اللاعب هو الأميز منذ مجيئه، وكان هداف الفريق بأهدافه العشرين في كل موسم إلى جانب خطورته البالغة كلاعب يستطيع التنقل في أرجاء الملعب، وبالتالي فإن خروجه يعني افتقاد الفريق للاعب قناص من الدرجة الأولى، وأن التفكير برحيله يعتبر خطأ لا يغتفر.
بعيدًا عن تلك الآراء التي وصلت إلى درجة المشاحنات والانقسامات بين الجماهير وبعض الإعلاميين عند تناولهم بقاء أو رحيل اللاعب، فإن مصلحة النصر لا بد أن تكون حاضرة وهي الأهم، بغض النظر عن اسم اللاعب، ولذلك فإن أي لاعب مهما كان اسمه يبقى عرضة للتقييم الفني.
وهذا لا يعني ميلي لكفة دون أخرى، وإنما لا بد أن يدار الشأن الفني لكل فريق بعيدًا عن العاطفة في مثل حالة تاليسكا، بجانبين هما دور اللاعب وقدراته الفنية الحالية في الاستفادة منه، والشيء الآخر قدرات اللاعب البديل القادم ومدى إحداثه الفارق الفني إن حضر، وإن حدث ذلك فإن الأهم يبقى الفريق وليس اللاعب، وبقدر إعجابي وتمسكي بلاعب مثل تاليسكا لكن عندما يأتي لاعب يفوق قدراته وإمكانياته فإن النصر أهم من تاليسكا أو غيره.