لا تأمن
الليث
كبير العاصمة وشيخها إلى ربع النهائي بلا صفقات عالمية، وبلا دعم، أسوة ببقية الأندية الأربعة الأخرى، على الرغم من عدم الجاهزية الكاملة، وعدم اكتمال الثلث الهجومي لنادي الشباب، ظهر الشباب بصورة مختلفة ومغايرة، وأثبت للجميع بأن الكبير لا يستسلم ويرمي المنديل مهما تعرض لهزات. ما قدمه الشباب خلال مشواره بالبطولة العربية سيكون عالقًا في أذهان محبي وعشاق كرة القدم من مختلف الميول.
ما فعله نادي الشباب بالبطولة العربية جعل الجميع يقفون احترامًا لهذا الصرح والكيان العظيم، الذي لم يتأثر لما حدث له في الأيام الماضية من تعاقب إدارات وأحداث متتالية طوال الأيام الماضية، ولو حدث لنادٍ آخر مثلما حدث لنادي الشباب لربما سيظهر بصورة لا ترضي عشاقه ومحبيه.
ظن الجميع وعلى رأسهم محبو وعشاق شيخ الأندية بأن ناديهم ربما يظهر بصورة مهزوزة في هذه البطولة، ولكن أبى رجالاته ومحبوه وعلى رأسهم الرمز صاحب السمو الملكي عبد الرحمن بن تركي ولاعبوه أن يكون ناديهم محطة عبور للأندية، فأثبتوا للجميع بأن الشباب لن يكون على هامش التاريخ، فهذا النادي العريق تأسس على أن يكون شامخًا، وإن طالته بعض الأعاصير، فنادي الشباب هو البطل الذي ولد من رحم المعاناة، وهذا ما تعودناه عليه، ودائمًا ما يظهر في الأوقات الصعبة ولا يرضى بأن ينكسر مهما تكالبت عليه الظروف.
ما فعله الشباب لم يكن بمحض الصدفة، بل لأنه الشباب الذي تسلح بتاريخه وإنجازاته وشعاره الذي فرض هيبته منذ تأسيسه. مجموعة الشباب لم تكن سهلة على الإطلاق، حيث كانت تضم نادي النصر المدجج بالنجوم العالميين، كما تضم نادي الزمالك المصري، ونادي الاتحاد المنستيري تربع على عرش صدارة المجموعة رغم عدم اكتمال عناصره، سواء المحلية أو الأجنبية، لكنه ظهر بروح وكبرياء وعراقة نادي الشباب.
نادي الشباب أرسل رسالة مفادها بأنه يستحق الدعم والوقوف معه أسوة ببقية الأندية الأربعة الأخرى، فشيخ الأندية وكبيرها يستحق أن تعيدوا النظر إليه يا وزارة الرياضة في قادم الأيام.
لقطة ختام
ما فعله المدرج الشبابي طوال الأيام الماضية، وعلى وجه الخصوص جماهير المنطقة الغربية، هي رسالة واضحة، ومفادها من كان يستنقص من جماهيرية نادي الشباب في يوم من الأيام عليه أن يعيد النظر ويتأمل بهذا المدرج العظيم الذي أثبت بأن جماهيرية نادي الشباب ليست في مدينة واحدة، بل في جميع المدن، فأينما حل ناديهم وجد خلفه عشاقه ومحبيه.