مباريات
آب اللهاب
هل يمكن أن يفكر اتحاد الكرة في تأخير الموسم الكروي مستقبلًا إلى أواخر سبتمبر وأوائل أكتوبر في ظل الظروف المناخية التي تتجاوز فيه درجة الحرارة الأربعين درجة وترتفع فيها الرطوبة إلى درجة عالية في أوقات المباريات ولا أعتقد أن هناك تأثيرًا على روزنامة الموسم لو حدث ذلك وتم ضغط بعض المباريات لتلعب كل أسبوع مباراتان.
المناظر واللقطات التلفزيونية التي تجوب بها كاميرا مخرج المباريات خلال الجولتين الماضيتين على الحضور بين دقائق المباريات وحالات الضيق الشديد من الحرارة تثير الشفقة من عدم قدرة المشجعين من مشاهدة المباريات بصورة طبيعية وهي صور مؤلمة ومحزنة فما بالنا باللاعبين الذين تستنزف طاقاتهم بشكل لا يستطيع منه اللاعب الذي اعتاد تلك الظروف من اللعب دقائق معدودة فكيف باللاعبين الذين تم إحضارهم من قارات العالم ليقدموا لنا عصارة جهدهم وخبرتهم لنحظى بدوري قوي.
أحد أطباء القلب قال في حديث إذاعي التقطت أواخر حديثه بأنه لا ينصح حاليًا بالمشي حتى في الفترة المسائية إلا في الأماكن المغلقة كالمولات نظرًا لخطورة ذلك مع ارتفاع الحرارة ليلًا، وفي مباراة الأهلي والخليج خرج اللاعب اليوسكي من الملعب إلى المستشفى وأظهر تقرير النادي بعد ذلك عن تعرض اللاعب لإجهاد شديد لفقدانه السوائل في الجسم وهذه حالة ضمن العديد من الحالات التي يتعرض فيها اللاعبون لإعياء شديد في المناطق الحارة والرطبة التي تلعب فيها المباريات وبالتالي فإن مثل تلك الأوقات لا تنتظر منها مستويات فنية أو جهد لياقي لعدد كبير من لاعبين اعتادوا اللعب بدرجات حرارة معتدلة.
قد يخرج علينا أحدهم ويقول إن مواسمنا الماضية تلعب في التوقيت ذاته فما الذي صار ونقول إن أشياء كثيره تغيرت حتى التغير المناخي أصبح حاليًا من أهم المشاكل التي تؤرق المجتمعات على المستوى الدولي في السنوات الأخيرة بعد زيادة درجات الحرارة والمملكة شأنها شأن الدول التي يؤثر فيها المناخ الجاف بدرجة أكثر حتى إن هناك دراسة أكدت تغيرًا حدث في مناخ المملكة خلال السنوات العشر الماضية.
تأخير الروزنامة لأن تكون المباريات في أكتوبر - مثلًا - قد يكون أحد الحلول العاجلة الوقتية التي تزيد من كثافة الحضور الجماهيري وتقدم لنا مستويات فنية عالية خاصة مع الزخم الكبير الذي يحظى به الدوري السعودي حاليًا بعد التعاقدات مع كبار اللاعبين لتلافي مخاطر الحرارة والرطوبة ومن ثم البدء في مرحلة أخرى لإنشاء ملاعب مكيفة يمكن منها خلالها تجاوز أزمة الظروف المناخية واللعب في مثل هذه الأوقات دون مشاكل صحية وبدنية.