أطلقوا سراح العويس
حكاية محمد العويس مع الهلال ورفض مخالصته أو انتقاله تعيدنا إلى زمن الهواة في ظل تكديس بعض المراكز وإصرار ناديه على بقائه ومطالبته الانتقال ليضمن اللعب أساسيًا بعد انتقاله منذ عام ونصف العام دون المشاركة، واستمراره أسيرا لدكة الاحتياط طوال فترة عقده دون النظر إلى المصلحة العامة التي تتطلب من حارس المنتخب الأول اللعب والمشاركة بصفة دائمة، ليكون أكثر جاهزية مع اقتراب كأس آسيا.
يملك الهلال أربعة حراس مع قدوم المغربي ياسين بونو، وإن كانت هناك أنباء عن خروج عبد الله المعيوف للاتحاد بعد التعاقد مع محمد الربيعي، ولن أعلق على خروج المعيوف من الباب الصغير، فمثل تلك الطريقة لحارس كان السبب الرئيس في قيادة الفريق في عدة بطولات ليست مناسبة ولا تليق بلاعب خدم الهلال!
نعود للحارس محمد العويس الذي ظل صديقًا للدكة طوال مجيئه، وعند الحاجة له في نهائي كأس العرب بين النصر والهلال بعد طرد المعيوف في مباراة دور الأربعة ظهر بشكل إيجابي رغم فترة الغياب عن اللعب، وهو الآن يريد الانتقال للمشاركة واللعب لأحد الأندية في ظل رفض أزرق!
انتقال العويس يفترض أن يكون بالتفاهمات في ظل المصلحة العامة، أو إجبارًا كون الهلال أحد أندية صندوق الاستثمارات إن لم تكن هناك رغبة ووعي بمصلحة المنتخب، والذي يخوض خلال أشهر قليلة نهائيات كأس آسيا، خاصة وأن الحارس طالب بانتقاله ليضمن اللعب أساسيًا، أما استمراره بهذه الطريقة خارج التشكيلة لقرابة العامين فهو يعني خسارتنا لحارس يمثل ثقلًا واضحًا في تشكيلة الأخضر، وتدهور مستواه الفني، فالتدريبات مهما كانت قوتها واستمراريتها إلا أنها لا تكفي للحارس أن يكون مؤهلًا للعب، وستظهر مشاركته ركيكة وضعيفة، وكل ذلك سيصب في النهاية على المنتخب.
في جميع الفرق هناك حارس وبديل وآخر احتياط، وكل ذلك متوفر في الهلال، أما بقاء محمد العويس خارج القائمة فأرى أنه إنهاء لمسيرة الحارس وبالتالي اعتزاله مبكرًا، خاصة وأن عقده القادم يعتبر الأخير في ظل عمره الحالي الذي تجاوز الواحد والثلاثين، وبالتالي فإن رغبة الحارس بالانتقال للعب تعتبر وجيهة ومطلوبة، أما الطريقة التي يستخدمها الهلال فهي إقصاء للاعب من مزاولة اللعب بطريقة غير مباشرة، وممارسة أحد أساليب إبعاد اللاعب القسري عن المشاركة أو الانتقال، ومثل هذا الأمر يتنافى مع حرية اللاعب وحرصه على المشاركة.