المجانين والتاريخ «الأسود» وهستريا «يلو»
لم أكن مستغربًا لتلك الفرحة “الهستيرية” لجماهير النادي الأهلي وإعلامه بعد الفوز على فريق الاتحاد بهدف يتيم، فإن لم يفعلوا ذلك فلن ينطبق عليهم لقب “المجانين” وصدق من أطلقوه عليهم، ومن ثم لا عجب أن التمست لهم العذر ولا أرى “حرجًا” في ذلك، عقب معاناة ألم قهر موسم كامل وهم “يولولون” من شدة صدمة ناديهم يلعب في دوري “يلو”، وبالتالي أصبح فوز ناديهم على الاتحاد بمثابة “تعويض” نفسي لعله ينسيهم سجلًا “أسود” سيبقى محفوظًا في سجلات التاريخ الرياضي مدونًا “هبوط” الأهلي لمصاف الدرجة الأولى.
ـ أشفق كثيرًا على هذا الجمهور المقهور وإعلام ناديه المسكين من منظور حالة “الهستريا” التي “فضحتها “فرحة مجانين الناتجة عن ترسبات “صدمة” الهبوط التي شاهدنا تأثيرها العنيف عقب مباراة الشباب بعدما تأكد لهم وللجميع أن الأهلي بات لا محالة “هابط” وسيلعب في دوري “يلو”، لينثروا الشائعات بصدور قرار “استثنائي” يسمح للأهلي بالبقاء في دوري الكبار تقديرًا لتاريخه، واستمروا مصدقين لهذه الكذبة الكبيرة لحين أصدرت فيه لجنة المسابقات جدول دوري الدرجة الأولى، وكان اسم الأهلي متصدرًا هذا الجدول.
ـ مع تأثير هذه الصدمة الموجعة تعاطفت إدارتان سابقتان مع هذا الجمهور وإعلامه بعدم الاعتراف في موقع النادي بدوري يلو حتى بعد حصول الأهلي على بطولة هذا الدوري، شاهدنا الموقف المحزن و”الصعب” للاعبين برفض استلامهم الكأس والميداليات الذهبية، ظنًا ممن طلب منهم ذلك أن امتناعهم سيمسح من تاريخ الأهلي حقيقة تحقيقه بطولة الدرجة الأولى حتى أن بعضهم قبل نهاية دوري يلو طالب الإدارة السابقة بعدم تحقيق هذا اللقب.
ـ حالة الهستريا الأهلاوية وتأثير صدمة الهبوط ستستمر طويلًا، ولن يكون فوزهم على الاتحاد نهايتها، إذ إن مراحل “التعافي” ستستغرق منهم فترة طويلة، إلا إذا جمعتهم مباراة أمام الشباب وبات الليث مهددًا بالهبوط وتمكنوا من الفوز عليه وتسببوا في هبوطه لدوري يلو حينها سيفوق ويصحو كل أهلاوي من الصدمة ويرجعون لحالتهم الطبيعية.
ـ لست متخصصًا في طب علم النفس، ولكن علماءه يرجحون الشفاء من تأثير الصدمات بالعودة إلى نفس الحالة والمتسبب فيها، فإن حدث عكسها ينسون النكسة ويتعافون منها دماغيًّا ونفسيًّا.