فؤاد أنور
بلا تاريخ
لا يهمُّ ما قاله النجم الدولي فؤاد أنور عن النادي وعن الملعب، لأنه يبقى مع سعيد العويران أهم نجمَين مرَّا في تاريخ النادي، ولا يمكن لأي أحد أن يُحضر “قلمَ رصاص”، ويمحو التاريخ.
عندما يقول أي لاعب ما لا يعجب النادي، فالنادي أمامه خياران لا ثالث لهما، الأول أن يغضَّ النظر، ويتجاهل ما قاله اللاعب احترامًا لما قدمه، والسنوات التي كان فيها يصول ويجول بشعار النادي، ويقدم أقصى مجهود لخدمة فريقه.
أما الخيار الثاني، فيردُّ على ما قاله، لكن دون شخصنة، أو عدائية، أو محاولة تقليل من قيمة اللاعب.
لا أحد يستطيع العودة إلى التاريخ وإلغاء ما تحقق مهما اختلف مع اللاعب، أو حتى كره وجوده، ولا أحد يملك الحق في منح وإعطاء “صك” الولاء والانتماء للنادي، فكل إدارة سترحل، وكل إعلامي سيجد لاعبًا آخر ليكتب عنه، والمشجع يحب دائمًا النجوم الذين يلعبون للنادي اليوم، لكن ما حققه اللاعبون من بطولات وإنجازات فردية وجماعية، ستبقى إلى الأبد، لأنها أفعالٌ وليست أقوالًا، والأفعال تبقى راسخةً، بينما الأقوال تذروها الرياح وتُنسى.
قصة فؤاد حدثت وتحدث وتتكرَّر مع غيره من اللاعبين في أندية أخرى، ومن حق الجماهير أن تزعل، وتعتب على اللاعب، وحتى تهاجمه، وتسأل: مَن أنت، وماذا قدمت؟
أما الأندية، فيجب أن تكون أكثر نضجًا وعقلانيةً وحرصًا على إظهار الاحترام لكل مَن مثلها وحقق معها البطولات، فهذا أولى، ووقعه على النفس أجمل، فالشباب من أرقى الأندية التي عرفتها، ودائمًا ما يعامل لاعبيه كما يعامل الأب أبناءه. يحتويهم، ويضعهم تحت جناحه مهما شاغبوا، أو تمرَّدوا، لأن هناك تاريخًا مشتركًا لا يمكن لأحد تجاوزه.
أتمنى من أنديتنا أن تكون متسامحة وحانية مع نجومها، وأن تُبقي الود دائمًا مع اللاعبين الذين هم أساس وجوهر كرة القدم، وأهم عناصرها، وألَّا يتم تعظيم أي خلاف وتحويله إلى تصفية لهذا النجم، أو ذاك، لأن المنظر من بعيد ولغير المنتمين للنادي لا يسر الناظرين، ولا يسهم أبدًا في خلق صورة ذهنية جيدة عن النادي.