الأمين في المكاتب
وليس الملاعب!
نسمع بين فينة وأخرى عن شكاوى من تغيب المديرين التنفيذيين في الأندية لفترات مما يخل بالعمل ذلك لما يمثله هذا المنصب من أهمية كبيرة.
طبيعة عمل المدير التنفيذي هي نفسها طبيعة عمل الأمين العام فقط الاختلاف في المسمى وهذا يقودني للحديث عن منصب الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم فهو “الدينمو” المحرك للعمل الإداري في المنظومة فيفترض وجوده في المكاتب وليس الملاعب.
بينما كنت أشاهد مباراة المنتخب الأخيرة كان المخرج يكرر لنا لقطة لمسؤولين سعوديين وكأنه يريد أن يقول لنا: ماذا يفعل هؤلاء هنا؟.
شاهدت أخي ياسر المسحل ووجوده امر طبيعي إذا لم يكن لديه أمور فائدته فيها أكثر. وشاهدت أيضًا الأمين العام القاسم الذي استغرب وجوده. الصداقة جميلة وأن يكون معك من تحب في رحلة أمر جميل ولكن ليس على حساب العمل!.
السؤال هنا: ما هي الفائدة من وجود الأمين مع المنتخب في مباراة ودية أو حتى رسمية؟ وهذه ليست أول مرة بل تكررت كثيرًا مع المنتخبات ومع الأندية في مشاركاتها الخارجية.
وحتى لا أظلمه توجهت لسؤال امناء سابقين عن أهمية وجود الأمين داخل مقر العمل، فأجمعوا على الأهمية القصوى لذلك. بل أن أحدهم ذكر لي أنه لو غاب يومًا أو حتى ساعات يتأثر العمل من جهة انضباط الموظفين، وأيضًا متابعة اللجان وقراراتهم.
وهذا يجيب على سؤال يكرره الشارع الرياضي دومًا: لماذا تتأخر القرارات ويتأخر البت في الكثير من القضايا؟.
قد يقول البعض أننا في زمن التكنولوجيا ولا يهم وجود الأمين فيستطيع أن يدير عن بعد؟ إجابتي: نعم هناك وظائف ممكن أن تكون عن بعد ولكن هذا المنصب بالذات لا يمكن أبدًا.
من يقرأ المقال الآن يسأل: أين دور رئيس الاتحاد؟ بالطبع رئيس الاتحاد مسؤول عن مرؤوسيه وعن انضباطهم و إنجازهم للعمل.
وقد يرد بقوله: إن العمل (ماشي).
وأنا أقول له بوجود الأمين العام على مكتبه العمل (سيمشي) أكثر، هذا إذا كان العمل فعلاً (ماشي!).