كلام
ويك إند
ـ منذ تحول شاشة الجوال إلى منصات إعلامية ومراكز تسوق وألعاب والإجازة الأسبوعية لم تعد التي نعرفها. المعروف أن الإجازة تعني التوقف عن ضغط العمل، أي أن تقضي يومًا أو يومين وأنت في حالة من الراحة، أو كما اعتدت تسميتها (ركلسه) من relax.
لكن الجوال يبعدنا عن هذا المفهوم، لأنك في يوم إجازتك تقرأ عشرات الأخبار، وتشاهد عشرات الفيديوهات والمنتجات، وتستقبل العديد من الاتصالات، أي أن عقلك ما زال يعمل بيقظة دون راحة وكأنك تؤدي عملك الوظيفي.
كان من المفترض عندما اشترينا الجوال واشتركنا بخدمة النت أن نحصل على طريقة الاستخدام والفوائد والأعراض الجانبية. لن أقول الحل في عدم استخدام الجوال أيام الإجازة، لكن تقنين استخدامه قد يكون الحل. أتذكر عندما سألت موظفًا أجنبيًا: هل تستقبل اتصالات أثناء إجازتك الأسبوعية؟ فأجاب مستغربًا: بالتأكيد لا!. سأجرب من الإجازة الأسبوعية القادمة تقنين استخدام الجوال، وسأكتب لكم عن تجربتي وعن تفاصيل فشلها. ما أصعب تغيير العادات!
ـ السنوات القليلة الماضية أثبتت أن حرية الإعلام الغربي منتقاة، الحريات التي تناسب مقاساتهم فقط، أي مقاسات أخرى تعتبر مخالفة صريحة وقد يعتبرونها جريمة. أحداث غزة تكتب فصلًا جديدًا عن هذه الانتقائية، لأننا وبشكل يومي نقرأ خبرًا عن معاقبة متعاطف مع الضحايا المدنيين الفلسطينيين أو منتقد للفظائع التي تقع على المدنيين في غزة. ربما يقول أحدهم هذا شأنهم، وفعلًا هذا شأنهم، لكن عليهم في هذه الحالة ألا يتدخلوا في شؤون الآخرين أيضًا، ألا يعطوا بقية البلدان نظريات عن حرية التعبير، كما أن حالات تناقضهم المتكررة أصبحت لا تسمح لهم ممارسة الأستذة في هذا الشأن، إلا إذا كانت الأستذة في التناقض. رحم الله أبو الأسود الدؤلي الذي قال:
لا تنهَ عن خُُلُقٍ وتأتي مثلَهُ
عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ