الاتحاد ينهض
أم ينهار؟!
لا يخفى على أحد أن الاتحاد عاش فترةً زمنيةً هي الأسوأ في تاريخه خلال العقد الأخير، إذ ظلَّ مهددًا بالهبوط في أكثر من موسم، وقابعًا في المراكز الأخيرة من سلم ترتيب الدوري السعودي للمحترفين!
شيءٌ من الاتحاد عاد في الموسم الماضي، وحقق الفريق بطولة دوري روشن السعودي، وكان التساؤل الكبير: “هل عاد الاتحاد قويًّا؟”. على الرغم من أن “العميد” حقق بطولة الدوري، إلا أنه لم يكن بشخصيته التي عهدناها، وروحه التي لا تُقهر، فعندما كان الاتحاد في عزّ مجده، كان يدخل أي مباراة في الدوري، أو قارة آسيا، وكل الترشيحات تميل لصالحه، والثقةُ في نجومه لا حدودَ لها. المعيار الحقيقي الذي نقيس من خلاله عودة الاتحاد إلى تسيُّده منصَّات الذهب، هو تحقيق لقب أبطال آسيا، لأنها بطولةٌ صعبةٌ، وتقابل في أدوارها النهائية فرقًا قويةً، لا يتجاوزها إلا فريقٌ ثقيلٌ، يملك شخصية البطل. قدر الاتحاد أن يمثِّل البلد المستضيف السعودية في بطولة كأس العالم للأندية، وهو ليس في عافيته. كان الفريق أمام الأهلي المصري نمرًا جريحًا تحت سلطة مخالب نسر متعطش للانتقام منه! تاريخٌ من المواجهات بين “العميد” والأهلي القاهري، كان الاتحاد فيها صاحب السلطة الكبرى، والكعب العالي، لكن في كرة القدم قوةُ حاضرك هي التي تجلب لك الفوز، وليس ماضيك العريق، وكأن لسان حال الاتحاد وهو يخسر المباراة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، يردِّد ما قاله أبو العتاهية:
ألا ليت الشباب يعود يومًا
فأخبره بما فعل المشيبُ!
لا يبقى إلا أن أقول:
مرحلةٌ حساسةٌ سيعيشها الفريق الاتحادي بعد الخروج من مونديال الأندية، فهو على مفترق طرق إما أن ينهض، أو ينهار!
قسوة الجماهير على اللاعبين، ونزع الثقة منهم، سيدفع ضريبتهما “العميد” ولا أحد غيره. حتى يتعافى الاتحاد يحتاج إلى الاستقرار الفني والإداري، وأي تعامل مع هزيمة الأهلي المصري بغير عقلانية، سيضرُّ الفريق أكثر ما سينفعه.
نجوم عالميون كبارٌ يملكهم الاتحاد اليوم بقيادة كريم بنزيما، وبحضور نجوم آخرين الموسم المقبل، أو في “الشتوية” سيعود لنا الاتحاد الذي عهدناه.. ادعموا فريقكم لكي يعود يا جماهير “العميد”.