كيف ندور اللاعبين؟!
في كرة القدم تختلف فلسفة المدربين، ولكل مدرب أسلوبه التدريبي وقناعته التي قد تتشابه أو تختلف مع زملاء المهنة، وبسبب ذلك لكل مدرب منهجه في المشاركة في أكثر من بطولة من خلال استراتيجية تعتمد بشكل كبير على إمكانات النادي الذي يدربه.
مدرب يؤمن بالاستقرار الفني في جميع البطولات من خلال المشاركة بنفس العناصر من اللاعبين، لضمان الانسجام وصنع هوية للفريق، هذه الطريقة بقدر ما لها من إيجابيات من ناحية الاستقرار الفني إلا أنها تؤثر سلبيًّا على إصابة اللاعبين بالإرهاق، وعدم تهيئة اللاعب البديل بالشكل الأمثل من ناحية الجاهزية الفنية والبدنية.
وفي الجانب الآخر، مدرب يؤمن بالتدوير في جميع البطولات من خلال عدم الاعتماد على 11 لاعبًا فقط في جميع المباريات، يحرص المدرب على منح أكبر عدد من اللاعبين في المباريات المحلية والخارجية، لضمان عدم إصابة اللاعبين بالإرهاق. هذا المنهج التدريبي من إيجابياته أنه يساهم في تقليل نسبة حدوث إصابة للاعبين، لأن نسبة إصابة اللاعب تزيد في حالة شعوره بالإرهاق، لكن من سلبيات تدوير اللاعبين صعوبة توفير استقرار فني في الفريق، ويصبح دون شخصية بسبب تفاوت المستوى من مباراة إلى أخرى.
من المهم جدًّا أن تحرص إدارات الأندية على متابعة المدربين ومناقشتهم حول الحرص على جاهزية جميع عناصر الفريق وعدم الاعتماد على 11 لاعبًا فقط، لأنه في ظل تداخل المنافسات الرياضية سوف يشعر اللاعبون بالإرهاق وتزداد الإصابات، وحتى يكون التدوير له نتائج إيجابية يجب أن يصاحبه جاهزية جميع اللاعبين.
لا يبقى إلا أن أقول:
قبل ثلاث سنوات مدرب فريق بايرن ميونيخ الألماني هانسي فليك عندما سئل عن تدوير لاعبي فريقه بعد منجز دوري الأبطال والسوبر الأوروبيين، ردَّ قائلًا: “من أجل لعب كرة القدم التي يتميز بها الفريق، وأن نطبق أفكارنا بشكل كامل، يعمل تدوير اللاعبين فقط عندما تكون الجاهزية بنسبة 100 في المئة لجميع عناصر الفريق، إذا لم يستطع لاعب ما تقديم كل ما عنده، فسيلعب آخر بدلًا منه، وسيتم تقييم جودة التدوير قبل كل مباراة.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.