العالم
الذي نعيش
- مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش. اخترت منه ما هو بعيد عن العناوين الرئيسة في الأخبار العالمية. لم أتعب من سيطرة أخبار الحروب بقدر ما تعبت من كلام المحللين. لم أتوقع أن هناك هذا القدر من المحللين السياسيين في العالم، بعضهم يتحدث ساعة دون توقف. ولا أبالغ إذا قلت إن نصفهم عرب. صارت تظهر لي على اليوتيوب عشرات الفيديوهات يتحدث فيها محللون عن الحرب في غزة. ونادرًا ما تجد من يتكلم بعقلانية، معظمهم يقولون ما تريد الأغلبية أن تسمعه حتى وإن جَانَبَ الحقيقة والواقع.
- آخر الأخبار تقول إن جوجل تدرس استبدال بعض موظفيها بالذكاء الاصطناعي. أي أن الموظفين الذين طوروا الذكاء الاصطناعي تسببوا في طرد زملائهم. ربما سيدرك هؤلاء المطورين أن ما يحدث أشبه بالمافيا، حيث تتغير الوجوه ولا يتغير الزعيم، وسيأتي اليوم الذي يصبح فيه الذكاء الاصطناعي هو الذي يطور الذكاء نفسه، دون الحاجة لمطورين بشريين. المحيّر أن جوجل حصلت على المركز الأول في عدد المستخدمين في العام 2023 متفوقة على كل المنصات، وهي من أثرى الشركات في العالم وتحقق أرقامًا متضاعفة، فلماذا تريد التخلص من بعض موظفيها؟ أليسوا هم من ساهموا وأوصلوها وملَّاكها إلى هذه المكانة؟ هل هذا هو الوفاء أم أصبح للوفاء وجه جديد، أم أن لغة المصلحة والمال لا تعترف بمفردات القيم الإنسانية؟!. في نفس الوقت لا أزكي نفسي، ربما لو كنت مالكًا لجوجل لفعلت الشيء نفسه مستخدمًا الجملة الشهيرة في عالم الأعمال: لسنا جمعية خيرية!
- في عالم السياحة، أظهرت آخر النتائج للعام 2023، أن الوجهات السياحية التي بحث عنها الناس لم يكن من بينها لا مدينة الأضواء ولا الضباب، ولا نيويورك أو أي ولاية أمريكية. ربما نحن في تحول جديد في عالم السياحة. أظهرت النتائج أن أكثر الدول بحثًا على الإنترنت لغرض السياحة كانت اليونان ثم إسبانيا تلتها إيطاليا ثم البرتغال وكرواتيا. تقليل الكلفة على السائح يعطي المكان فرصة كبرى للاستكشاف وبالتالي الشهرة. بما أني خبير سياحة واقتصاد ورياضة وأغذية أقول إن مفتاح نجاح السياحة في أي بلد هو حسن التعامل مع السائح أولًا، وليس المناظر الطبيعية واعتدال الطقس فقط. نسيت أن أضيف بأنني خبير فلسفة أيضًا.
- مصطفى الرافعي: مقامك حيث أقمت نفسك، لا حيث أقامك الناس. فالناس لا تعدل ولا تزِن.