التوثيق ارتباك وتردد ويا ليل ما أطولك
مع احترامنا للجهود المبذولة، يبدو أن فريق عمل مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية لا يجد أرضًا صلبة يقف عليها وينطلق منها إلى أهدافه المعلنة، فمن الواضح أن هناك ارتباكًا وترددًا في اتخاذ خطوات فاعلة في الاتجاه الصحيح، وبات الفريق وعمله يدورون في حلقة مفرغة.
فبعد أشهر من انطلاق المشروع، وبناء على مقترح من بعض الأندية، تمت الموافقة في الاجتماع، الذي عقد مؤخرًا، على إعادة تشكيل فريق العمل بحجة تغيير عدد من مجالس إدارات الأندية وانتقال ملكية بعضها، وحقيقة لا أعلم ما علاقة ذلك بتاريخ الأندية؟ فالتاريخ ثابت لا يتغير بتغير الأشخاص والإدارات والملاك، وإن حدث فهي كارثة لأنه يصبح إملاء وليس تاريخًا.
إن اتحاد الكرة بهذا القرار ارتكب خطأً فادحًا لأنه يعود إلى المربع الأول، ليس ذلك فحسب، بل إنه بذلك يفتح الباب أمام الأندية لإعادة الكَرة في كل مرة لا تروق لها خطوات سير العمل أو نتائجه، وهي التي بموجب خطابات رسمية رشحت أسماء بعينها لتمثلها.
والواقع أن اتحادنا الموقر عَقَد الأمور عندما أقحم الاتحاد الدولي في موضوع لا ناقة له فيه ولا جمل، فكما جاء في الخبر، الذي نشر يوم الإثنين الماضي، أن الخبراء أتموا عددًا من الدراسات حول تاريخ كرة القدم السعودية، ومقارنتها بعدد ببعض الاتحادات (الدولية)، وخارطة المشروع المقترحة، والتي سيتم طرحها على الأندية لتلقي الملاحظات بعد الاتفاق مع فريق العمل. ويا ليل ما أطولك.
ورغم عدد الوثائق والصور التي أفصح عنه سعادة الأمين وكأنها منجز ضخم (لخبراء الفيفا) فهي رقم زهيد مقارنة بما لدينا، لأننا الأساس، ولأننا أعلم بتاريخنا الرياضي.
والخلاصة إنني أستشف ترددًا وارتباكًا في سير الأعمال، وأخشى أن يكون ذلك سببًا في فشل المشروع أو أن تأتي المخرجات متواضعة ولا تلامس الواقع بقدر ما تلامس الأهواء، وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فمن الواجب الإشادة بتدشين المنصة الرقمية لأرشفة المستندات، فهي خطوة مهمة تساعد على مأسسة العمل، وإن كنت أتمنى أن تفتح أمام الملأ.