مانشستر
والتخصيص
أطلق سمو ولي العهد ـ حفظه الله ـ خلال الصيف الماضي مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية الذي سينقل الأندية السعودية بشكل يفوق أحلامنا، فتملك القطاع الخاص المحلي والأجنبي للأندية، أو طرح الأندية للاكتتاب العام لا يعني فقط تغير الملكية، بل أعظم من ذلك بكثير.
وقبل عدة أيام أعلنت وزارة الرياضة البدء في المسار الثاني من مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية الذي يتضمن تسجيل اهتمام الجهات المحلية والعالمية الراغبة في الاستثمار في الأندية السعودية.
شهدت كرة القدم تطورات هائلة خلال العقدين الماضيين حولها لصناعة ضخمة تدر مئات الملايين على النادي ما زاد التحديات وجعل البيئة الرياضية أكثر ديناميكية وتعقيدًا، وهذا ما رفع أهمية وقيمة النادي كـ “براند” أو “علامة تجارية”. يقول ديكلين أرن، المتخصص في العلامة التجارية: “العلامة التجارية القوية غالبًا ما تكون أحد الأصول الأكثر قيمة لنادي كرة القدم”.
أعلنت أسرة “جليزر”، المالكة لنادي مانشستر يونايتد، قبل أكثر من سنة عن رغبتها في بيعه. وبما أن الأندية ليست فقط ملعبًا ولاعبين فإن أول الأصول التي تم تقييمها قبل بيع 25% من النادي الإنجليزي هي “البراند”. وقد قيّمت شركة “brand Finance” العلامة التجارية للنادي بـ “3.4” مليار يورو.
رغم أن الشياطين الحمر ليسوا بكامل عافيتهم اليوم ويمرون بمواسم كارثية، إلا أن ماكينة الإيرادات لا تزال قوية، فالنادي الإنجليزي يقف بثبات بأرباح فلكية، وقد أعلن النادي في أكتوبر الماضي عن إيرادات بلغت 648.4 مليون جنيه إسترليني (783.5 مليون دولار) للسنة المالية الماضية.
المسار الثاني في التخصيص سيفتح الباب أمام المستثمر المحلي والأجنبي لشراء الأندية السعودية التي يجب أن تعمل بجد لرفع قيمة “براند” النادي، وهذا يتم أولًا من خلال خلق هوية واضحة للنادي يمكن تمييزها، وأيضًا زيادة ولاء الجماهير، كما أن القيم التي ينطلق منها النادي خصوصًا “الاحترافية “ و”الروح الرياضية” و”تقبل الخسارة” و”القتالية” تساهم في خلق براند إيجابي. لا يمكن نسيان الملابس والاهتمام بشكل وألوان الفريق التي تعتبر من أهم عوامل تشكيل براند قوي.