الترند الأول والأخير
يقال في الأمثال (السيرة أطول من العمر) فلا تُقاس الحياة بعمر الإنسان إنما بمسيرة العطاء بدون مقابل، مسيرةٌ تتويجها محبة الناس واحترامهم، تلك المحبة الحقيقية التي لا زيف فيها ولا نفاق ليجني ذلك أبناؤك وأحفادك حتى بعد الرحيل.
مع وجود السوشال ميديا ومع وجود قائمة طويلة من المشاهير الذين لا يستحقونها، ولكنهم للأسف حصلوا عليها!!!.
انتشر اللهث خلف ما يسمى بالترند. اللهث خلف الحصول على الأموال دون النظر أو الاهتمام بما يقدم فلا أخلاق ولا ضمير ولا أدنى تفكير بالتأثير السلبي على المتلقي. الأدهى والأمَر أنهم يستمتعون ويتباهون بسخرية الناس منهم جاعلين أنفسهم (تسليةً) للناس غير مبالين بسمعتهم وأسرتهم فما يهمهم فقط هو الشهرة وجمع الأموال. باسم سليمان خياط الأخ والصديق والحبيب رحمه الله الذي كان عضو مجلس إدارة الوحدة مشرفًا على كرة اليد محققًا الثلاثية التاريخية، وبعد ذلك أصبح عضوًا ذهبيًّا في نادي الاتحاد. كنّا لا نفترق حتى فارق الحياة قبل عامين تقريبًا بعد معاناة مع المرض في سن 46 عامًا وفارقت مع رحيله ابتسامتنا ولازمنا الألم.
ذات مرة وسط أحاديثنا الكثيرة وقبل وفاته بشهر تقريبًا قال لي: (هل تعتقد يا حاتم أني ممكن أصبح ترند يومًا وأنا مو مشهور بما يكفي؟). فرد هو على تساؤله بقوله: (أعرف أنه صعب لكن ما أدري ليه جاني هذا التفكير؟). وما هو إلا شهر تقريبًا وتحدث الوفاة لتضج منصة إكس تفاعلًا مع الخبر وبصورة كبيرة وغريبة لتصل إلى الترند الأول في المملكة، وأنا أتابع وأقرأ والدمعة لا تفارقني، فقد حدث ما كنت تتمناه يا باسم، ولكن كيف حدث هذا؟ وجدت الإجابة فورًا وأنا أقرأ ما كتبه الناس فقرأت ملاحم في عمل الخير عبر قصص كتبها أناس قدَّم لهم الخير باسم أو أناس كانوا شاهدين على ذلك ولا غرابة في ذلك، فباسم كان يملك ويدير مركزًا خيريًّا للكلى (200 سرير) يكلفه وأسرته الملايين سنويًّا، وهذا غيض من فيض.
لعمري أن هذا هو الترند الحقيقي الذي ننشده والذي يجب أن يكون. رحمك الله يا باسم فقد حصلت على الترند الأول، ولكنه للأسف الأخير، ولكن هنيئًا لك هذا الحب الدائم الكبير.