كيف نفصل الصغار عن مانشيني؟
انتهت مشاركة المنتخب السعودي بخروج مؤلم، وبعد مستويات قدم خلالها في دور المجموعات، وفي المباراة الأخيرة أمام كوريا الجنوبية مستويات فاقت التوقعات، وقتالية وروحًا عالية من اللاعبين، ونجاحًا باهرًا لمدرب الأخضر مانشيني فنيًّا، إلا في الربع ساعة الأخيرة من مباراة دور الـ16.
مشاركة إيجابية جدًا، وبداية تغيير في المنتخب السعودي، وتقديم جيل جديد مبشر بإذن الله حتى وإن حاول المتربصون من قبل أن تبدأ البطولة بمانشيني والذين كانوا ينتظرون الخروج نصرة لآرائهم أن يشوهوا هذه المشاركة.
المشكلة أن الإيطالي النجم لاعبًا ومدربًا يقدم نفسه على طبق من ذهب لمنتقديه ليس بالعمل الأساسي له كمدرب، وإنما بأحاديث إعلامية قبل وأثناء البطولة، وتصرفه الأخير وخروجه لغرفة الملابس قبل الركلة الأخيرة لكوريا الجنوبية في منظر لا يليق بقائد لمشروع التغيير في صفوف الأخضر.
كنت أتمنى من الإيطالي أن يتقدم إلى منتصف الملعب ويواسي لاعبيه الصغار ويشكرهم على ما قدموا ويعزز الثقة فيهم بدلًا من أن يدير ظهره لهم في منظر مخجل أصبح حديث الإعلام الآسيوي والعالمي، ولكن رغم ذلك فلابد أن نتعامل مع هذا التصرف بواقعية خاصة بعد تكرار اعتذاره للجميع لاعبين وجمهور.
الاستقرار الفني والاستمرار في مشروع التغيير بقيادة واحدة أمر مهم للوصول بهذا التغيير لأهدافه وبناء منتخب قوي على الساحة الآسيوية خاصة والمشوار مازال طويلًا وتنتظر الأخضر فيه استحقاقات مهمة، لعل أبرزها التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2026 وحجز مقعد له في هذا المحفل، خاصة بعد مشاركته الإيجابية الأخيرة في مونديال قطر وتحقيقه لانتشار إعلامي وجماهيري واسع بعد الفوز على الأرجنتين حامل اللقب، حتى وإن لم يتأهل في ذلك المونديال إلى الدور الثاني.
أسماء شابة وصغيرة في السن البعض منها يرتدي شعار المنتخب السعودي الأول تحتاج للدعم، ومهما كان الهجوم الإعلامي المحلي موجهًا فقط للإيطالي مانشيني إلا أنه سيطال مشاركتهم مع الأخضر بشكل مباشر أو غير مباشر، وسيصل تأثير ذلك لهم، فلنكن أكثر واقعية في التعامل مع منتخب الوطن، ومن حق الجميع انتقاد مدربه ومسؤوليه ولاعبيه ولكن دون تجنٍ وتصفية لحسابات بعيدة عمّا قدم داخل الملعب.