تفكيك الخطاب الهلالي 2
منذ حادثة لاعبي المنتخب الستة والسيد مانشيني وهناك فئة جلهم من الإعلام الأزرق تدعو لمعاقبة اللاعبين، بل وتشديد العقوبة، ولو نظرنا لتلك الرغبة الجامحة التي يصر فيها هؤلاء المحرضون نجد أن أهدافهم مكشوفة.
المؤسف أن هذا الموقف الإعلامي طوال الأيام الماضية كان واضحًا سواءً في رسائل وتغريدات ومطالبات بتغليظ العقوبات إلى حد أن أحدهم طالب بشطبهم وكأننا في زمن الهواة، رغم أن الأيام التي تلت الحادثة أظهرت مواقف تؤكد مشاكل مانشيني في حوادث سابقة ومتشابهة مع بعض اللاعبين الذين دربهم في فترات سابقة، وخاصة إبان تدريبه مانشستر سيتي ولاعبه الأرجنتيني تيفيز، وادعاء المدرب أن لاعبه تهرب من لعب مباراة بايرن ميونيخ، وغيرها من الحوادث التي أكدت تعجرف المدرب وتشير إلى أن الإيطالي صاحب سوابق مع اللاعبين.
عودة إلى تلك المطالبة وما فيها من مكر، حيث وضع الإعلام الأزرق قائد فريقه سلمان الفرج كبش فداء مع بقية اللاعبين لإثبات أن المصلحة العامة تفوق مصلحة ناديهم، والحقيقة أن وجود الفرج هو إيهام للشارع الرياضي كون الحاجة الهلالية انتفت للاعب، بعد أن أصبحت علاقة جيسوس والفرج غير متوافقة، كما أن إصابات اللاعب المتكررة تجعلهم يضحون باللاعب من أجل هدف أهم، وهو التسبب في إيقاع العقوبة بلاعبي الفريق المنافس وإلحاق الضرر في الفريق النصراوي الذي يمثل البعبع المخيف والقادر على إبعادهم عن المنافسة، ولذا استمرت الحملات المكثفة بإيقاف لاعبي المنتخب كون الفائدة التي يجنيها الإعلام الأزرق أكثر وأهم لمصلحة فريقهم، ولذلك لا مانع من إيقاف لاعب ضمن جملة الإيقافات التي سيكون فيها فريقهم المفضل كاسبًا في النهاية.
ادعاء البعض من هؤلاء أن مصلحة الأخضر تأتي في المقام الأول في أطروحاتهم لعقاب اللاعبين قد تنطلي على البعض، ولكنها في حقيقتها ولمن يعرف بواطن الأمور أنها تمثل نظرة ضيقة لمن حاول وسعى لإيهام الشارع الرياضي أنهم يدافعون عن مصلحة المنتخب، وهم أبعد من ذلك في ظل رغبتهم الجامحة بإيقاع العقوبات على لاعبي النصر لا أقل ولا أكثر.