أبناؤك يا معالي الوزير
لا أعلم المرة الكم التي أكتب فيها عن هم وهموم الإعلاميين الرياضين، وخاصةً محترفي هذه المهنة، ومدى المخاطر التي يواجهونها، بعد سنوات قضوها في أروقتها، قبل أن تنتزع منصات وسائل التواصل الاجتماعي الأروقة والأبواب والنوافذ، وبات أكثرهم في مهب عاصفة المسؤولية الأسرية وضغوط الحياة الاجتماعية.
زاملت العديد من الرفاق خلال 25 عامًا من مشواري الصحافي الاحترافي، عملت في ثلاث مؤسسات صحافية رياضية متخصصة. قدت اثنتين منها، تقاسمت مع أولئك الزملاء المتفرغين العيش والملح، وطعم الحرفة. أولئك المحررين والمطحونين في كواليس المطبخ الصحافي.
كثر منهم يعيشون على هذه المهنة التي باتت تأكل أبناءها، بل نفسها، بعد أن غُلب على أمرها.
أذكر أن أحدهم سألني ذات وجبة (فول) نسد بها جوعنا ونحن نلتقط أنفاسنا المتحمسة داخل الصحيفة:
(أبو خالد، ما قد ندمت على تفرغك للمجال الإعلامي الرياضي؟) كنت ولازلت أحب مهنتي، قلت فورًا: لا، ولكن هي مغامرة لابد فيها من دفع ثمن.
اليوم ربما الثمن بات عند البعض منهم مهددًا أو منهارًا، فقدوا الأمان الوظيفي: زامر الحي لم يعد يُطرب.
حتى غرباء (اليوتيوب) اللذين لا يقارنون بخبرتهم، جلسوا في أمكنتهم!! بلا إرث مهني، أو خلفية عن الرياضة السعودية، وآخرون محنطون أتوا بهم. المهم تغييرهم والسلام.
ما علينا. كل واحد حر في (برنامجه) يختار التوجه الذي يتناسب مع رؤيته. لكن لا يُضيق عليهم. وكأنه يدفعهم من ثقب باب مصدر زرقهم.
لذا همي واهتمامي موجه دومًا إلى وزارة ووزير الإعلام، من يعني له ما يُشغل أبناء الوطن في الصحافة والإعلام الرياضي بكافة شرائحه: من زملائي من هم في حاجة، وآخرون على حد الكفاف، فلا هيئة صحافيين قد خدمتهم، ولا اتحاد رياضي رعى مصالحهم حقًا. والسلام.