لماذا الهلال وحيدا
يتحدَّث الكثيرون عن العمل الإداري المتقن، وتفوُّق الهلال في اختياراته الفنية التي أوصلته إلى رقمٍ قياسي عالمي في عدد الانتصارات، وتجاوز كل منافسيه، والاحتفاظ بصدارة الدوري بفارق 12 نقطةً عن أقربهم، وهو فارقٌ مرشَّحٌ أيضًا للزيادة عطفًا على الفارق الفني الكبير بينه وبين بقية الفرق داخل الملعب، كما أنه أصبح الممثل الوحيد للكرة السعودية في بطولة دوري أبطال آسيا بعد خروج النصر والاتحاد والفيحاء.
كل هذا الحديث يستحقه الهلال، بل ويستحق أكثر من ذلك، لكن النغمة الغريبة وسط كثيرٍ من الثناء، هي عن حديث بقية المتنافسين، خاصةً أنصار الأندية الجماهيرية التي يمتلكها صندوق الاستثمارات العامة، حول اختلاف إدارة الصندوق لنادي الهلال مقارنةً مع البقية، وهو حديثٌ لا يذكره سوى مَن أغلق عينيه عن رؤية الحقيقة الواضحة التي لا تحتاج إلى تفسيرٍ، ولا إلى أقل درجات الفهم.
حين تملَّك الصندوق 75 في المئة من الأندية الجماهيرية الأربعة، هل كان الحال واحدًا عند هذه الأندية، أم كان هناك اختلافٌ كبيرٌ بين حال الهلال وحال البقية، اختلافٌ استمرَّ معه حتى مع تملُّكه من قِبل الصندوق.
فريقٌ يتزَّعم القارة مرَّتين في السنوات الأربع الأخيرة، ويحلُّ مرَّةً وصيفًا، ويحقق الدوري ثلاث مرَّاتٍ، وكأس الملك، ووصافة العالم، ومنذ أربع سنواتٍ يحقق فائضًا في ميزانيته دون ديونٍ، مستفيدًا من تأسيسه أول شركةٍ في تاريخ الأندية السعودية، بينما على مستوى الإنجازات، يتبعه بفارقٍ كبيرٍ خلال السنوات الماضية الاتحاد، بطل الدوري العام الماضي، لكنه يأنُّ تحت وطأة الديون بسبب محاولات الإنقاذ خلال عامين متتاليين من الهبوط، فيما النصر بعيدٌ عن بطولة الدوري منذ خمس سنواتٍ، ولم يستطع الوصول سوى إلى الدور نصف النهائي كأقصى إنجازٍ في السباق الآسيوي، في حين تملَّك الصندوق النادي الأهلي وهو هابطٌ إلى دوري يلو لأندية الدرجة الثانية.
لذلك من الطبيعي أن يستمر الفارق، ويزداد مع الدعم اللامحدود من الدولة بسبب العمل الإداري المتراكم والمنظَّم منذ سنواتٍ في الهلال، فما يجنيه الهلاليون حاليًّا ليس عمل عامٍ واحدٍ، وليس وليد صدفةٍ، أو دعمٍ فقط، فالمال يحتاج إلى فكرٍ، حتى إن حكاية أن الهلال أكثر الأندية دعمًا ماديًّا كذبةُ الأسطورة كريس في النصر، وكذَّبتها «بلومبيرج» في تقريرها الأخير عن ميزانية الاتحاد.