الحس الوطني وتأجيل المباريات
قبل بدء الموسم الكروي، تعرَّض فريق النصر لموقفٍ صعبٍ، تمثَّل بمشاركته العربية في الطائف، التي اختتمها بفوزه بالبطولة، 12 أغسطس، بعد مباراةٍ، استمرَّت أكثر من 120 دقيقة، ثم كان عليه اللعب في الـ 14 من الشهر نفسه، أي بعد يومٍ ونصف اليوم، وتحديدًا أمام الاتفاق في الأسبوع الأول من دوري روشن السعودي وسط درجة حرارةٍ ورطوبةٍ تفوق الوصف! وعلى الرغم من محاولات الإدارة النصراوية تأجيل المباراة إلا أن طلبها لم يلقَ آذانًا صاغيةً، فما كان من الفريق إلا أن يلعب بالتشكيلة الثانية!
هذا الموقف لم يكن الوحيد للرابطة، أو لاتحاد الكرة مع الفريق، فقد سبقه موقفٌ أشدُّ قسوةً أثناء مشاركة النصر الآسيوية عام 2019 برفض تأجيل مباراته أمام الشباب، التي سبقت مواجهته في الدوحة أمام السد القطري بـ 48 ساعةً فقط! وكيلا يقال إن الرفض محدَّدٌ بالنصر، فقد شارك الاتحاد أخيرًا في كأس العالم للأندية، وهو يعاني أيضًا من عدم تأجيل مباراته أمام ضمك.
ربما يتبادر إلى ذهن بعضهم، أن هذا الأمر يؤكد موقف لجنة المسابقات القوي والصارم باستمرارية الروزنامة دون تأجيلٍ، وهنا دعونا نقول إن هذا أمرٌ، يمكن وصفه بالإيجابي على الرغم من أن تلك الأحداث حصلت في أوقاتٍ متباينةٍ من عمر اتحاد الكرة، لكنه موقفٌ ثابتٌ.
في الآونة الأخيرة بدأت نغمةٌ تظهر، ويقودها إعلام الهلال بتأجيل بعض مواجهات فريقهم بحجة ضغط المباريات، وتزامنها مع مشاركته الآسيوية! وحتى هذه الساعة لا يزال موقف لجنة المسابقات قويًّا بعدم الأخذ بتلك المطالبات، ولا نعلم إلى أي مدى ستصمد اللجنة أمام تلك المحاولات، التي تتذرَّع بصعوبة اللعب في أوقاتٍ متتاليةٍ، وأهمية الوقوف مع ممثل السعودية.
زميلنا عدنان جستنية طالب في عموده بتأجيل مباريات الهلال من منطلق الحسِّ الوطني، بالتالي يتطلب الأمر من الجميع الوقوف مع الفريق، أما أنا، ومن مبدأ الحسِّ الوطني، فأطالب بأن يكون التعامل مع الأندية «سواسيةً»، وأن يكون الموقف واحدًا منها إذا أردنا تحقيق العدالة، فالحسُّ الوطني لا يعني الكيل بمكيالين بين الفرق.