اعتدلوا أو ارحلوا
برعايةٍ كريمةٍ من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لنهائي الكأس الغالية بين عملاقي الكرة السعودية الهلال والنصر، سيسدل الستار على الموسم الكروي 2023ـ2024، وهو موسمٌ لا يشبهه أي موسمٍ آخر.
كيف يمكن أن يُغلق الحديث عن محصلة موسمٍ انطلق فيه مشروع تطوير الكرة السعودية، الذي يمتدُّ إلى ثلاثة مواسم دون التطرُّق إلى تفرعاته، تنافسيًّا وإداريًّا واحترافيًّا وماليًّا، تلك التي وخزت وجهة، استبشر بها كثيرٌ من أنصار الأندية في البداية.
قلت سابقًا: لا يرغب الذين لديهم وجهة وطن، لا وجهة نظر، أن يمضي الوقت والجهد والمال، ثم يستيقظ وسطنا في نهاية مدة المشروع على كومة تراكماتٍ كثيرة الأخطاء، ضئيلة المحصلة، لذا يجب أن تكون لنا وقفة صريحة جدًّا مع النفس، وفي المقدمة الاعتراف بالأخطاء.
نحن لدينا فكرةٌ عظيمةٌ في هيئة مشروعٍ، لكنْ كيفية تنفيذها لم تكن صحيحةً، أو صحيةً على الأقل على صعيدي المنافسة والحضور الجماهيري، وأول مَن يتحمل المسؤولية، هي لجنة الاستقطابات التي في اعتقادي السببُ الرئيس في ضعف الدوري، ونفور الجمهور منه. لقد كان ميزانها يشبه تناقضات أحد ممثليها بين لقاءٍ ومؤتمرٍ!
مَن يعجز عن أن يُقنِع الآخرين في مواجهةٍ برامجيةٍ، أو مؤتمرٍ بمعايير مسؤوليات منصبه، كيف سيقنع هذا الطوفان من الميول أن يثقوا بموازين العمل الذي بين يديه؟!
لا يرتقي نقدي إلى عدم الرضا التام عن عمل تلك اللجنة، لكن لا يمكن ألا تلمس مثلي ارتفاع منسوب الغبنة عند بعض جماهير الأربعة الكبار من غرقهم في كم التناقضات بين ما يسمعونه من المسؤول، وبين ما يرونه من تباين، دون توضيحٍ، أو تفسيرٍ منطقي، ما يجعل ردة فعله غير منطقيةٍ، كما يطالب بعض المدافعين عن عمل تلك اللجنة والقائمين عليها!
أما الحديث عن اتحاد الكرة ولجانه، أو رابطة المحترفين وما ينطوي تحت مسؤولياتها، فهو عنوانٌ بارزٌ على الفشل، بأن تقبع مسؤولية إدارة دوري محترفين بهذا الحجم أمام قدراتٍ أقل منه.
على الجميع إما أن يعتدلوا، أو أن يرحلوا، فكرتنا، وجمهورنا يستحقون الأفضل.