كلام ويك إند
* لم أحب المبالغة يومًا، وكنت أرى تحويل كل شيء إلى تقني فيه خطورة، وكلما زاد الاعتماد على التقنية وحدها كلما زاد منسوب الخطر. لم يعجبني إلغاء استخدام الورق نهائيًا، واعتبرت وجوده بجانب الملفات الإلكترونية ضرورة، لكن العالم لم يستمع إلى «حكمتي» وبدلًا من الاستفادة منها ابتكر جملة «السيستم متعطل» لتصبح من الجُمل الأكثر استخدامًا في العالم. ما حدث بالأمس من تعطل برامج «مايكروسوفت» فيه تنبيه واضح، لا تتخلوا كليًا عن الطرق التقليدية واجعلوها موجودة «احتياط» بجانب الطرق التقنية الحديثة. من غير المعقول أن يسبب تعطل نظام مايكروسوفت إلى تعطل جميع مطارات إسبانيا، وعشرات المطارات في أنحاء العالم، وإلغاء آلاف الرحلات، وتوقف قطارات، واهتزاز البورصات، وتأثر المستشفيات، حتى البقالات الصغيرة التي تستخدم مايكروسوفت توقفت عن العمل، بالإضافة لتأثر البنوك وآلاف الشركات. كان المشهد عجيبًا، طائرات لا تستطيع الطيران، وأموال في البنوك لا يمكن استخدامها، وطعام في البقالات لا يمكن بيعه. الخلل التقني الذي حدث بالأمس كشف عن هشاشة خطيرة في العالم التقني، وآمل من أن يستفيد العالم من التجربة ويعود إلى حكمتي: ابقوا الورق بجانب التقنية.
* بعض جماهير برشلونة تصرفت من ذاتها عندما بدأت بالتبرع لضم الإسباني وليامز. وأرسل عدد من البرشلونيين الأموال للنادي عبر حساب توك توك مطالبين النادي بالتحرك للتعاقد مع الموهبة الإسبانية، وأنا على يقين لو أن النادي أطلق نداءً لجمع التبرعات لتمكنوا من جمع عشرات الملايين. تُرى ما الذي يجعل مشجعًا يدفع ماله لمساعدة ناديه لضم لاعب، وما الذي يبقيه يدفع المال لحضور المباريات و لمشاهدتها تلفزيونيًا، ما الذي يجعله سخيًا بينما يحصد النادي واللاعبين الأموال. علاقة المشجع بالفريق تتجاوز لعبة كرة القدم، وقد يرى بعض المشجعين في تحقيق فريقهم للانتصارات أنها انتصارات مباشرة لهم، وبديلًا عن بعض هزائمهم في ملعب الحياة. يبقي حب الجمهور الكبير لناديه صورة من صور الوفاء العجيبة.
* فرناندو بيسوا: ضع جدرانًا وأسوارًا قوية حول ذلك الجزء الذي لا يزال يحلم في داخلك.