من الحارة.. إلى وجهة العالم؟
مطلع الثمانينيات الميلادية كنت ورفاقي الأطفال البسطاء في حيّنا الشعبي نشعر كأننا انتقلنا إلى كوكب آخر، عندما كنّا ندخل ذلك المحل الصغير على رأس الشارع التجاري الذي يربض به مبنى الإذاعة التلفزيون الشهير بجدة، وهو يفتح أبوابه عصرًا لخيالنا ودهشتنا، ولا مانع من بعض حسرة على ضياع ريالاتنا اليتيمة.
كان ذلك بداية عصر دخول مكائن ألعاب إلكترونية الأمريكية الضخمة، المعروفة باسم «الأركيد» وألعابها المثيرة، مثل «الباك مان. دونكي كونج. سبيس أنفيدر» وغيرها، التي كانت تعوض عجز دخل أسرنا على شراء جهاز «الأتاري ـ 1980» المنزلي الصغير، باهظ الثمن حينها.
تطوّرت ألعاب «الجيمز» التي انطلقت أول أجهزتها المنزلية مطلع السبعينيات الميلادية بالجهاز الأمريكي «ماجنافوكس أوديسي ـ 1972م»، مرورًا بالمنقذ لسوق الألعاب الإلكترونية المنهار «كمبيوتر العائلة الشهير ـ 1984م»، إلى عصر ظهور «البلايستيشن ـ 1994م» من اليابان، الذي وجه العالم في ألعاب التحكم للترفيه المنزلي.
تذكرت ذلك الأمس.. وأنا أشاهد وطني السعودية.. وهي تستضيف حاليًّا بالعاصمة الرياض كأس العالم للرياضات الإلكترونية كحدث عالمي. سيستند على ذراعها الخضراء إلى «12» عامًا قادمة، بعد شراكة عقدتها اللجنة الأولمبية الدولية مع اللجنة الوطنية السعودية، وإعلان ذات اللجنة الدولية عن استضافة النسخة الأولى من الألعاب الأولمبية للرياضات الإلكترونية، لأنها تدرك قيمة هذه الرياضة الافتراضية وأثرها في تحفيز شبابها على الابتكار والتكنولوجيا، كذلك القيمة الاقتصادية لها استثماريًّا كمشروع يعزز مكانة المملكة كمركز عالمي لهذه الرياضات وأيضًا كجزء من رؤية 2023.
استضافة كأس العالم للألعاب الإلكترونية في بوليفارد الرياض إن كان سيعيد إحياء ذاكرة الطيبين أمثالي، مع حاضر متعة الأبناء من الجيل الحالي. فهو أيضًا تأكيد على أننا شعب يُراهن عليه في قدرته مع قيادته على استضافة أهم الأحداث الرياضية العالمية المتنوعة مثل «الفورمولا 1» و«كأس العالم لكرة القدم 2034»، وجعل السعودية وجهة العالم في ذلك.