أغنية.. وبودكاست
ـ البودكاست هو «ترند» المرحلة، عشرات القنوات على اليوتيوب ظهرت في أقل من سنة، والعديد من اللقاءات الناجحة التي استمتع واستفاد منها الجمهور. جمال البودكاست أنه هادئ، ويتيح للضيف المساحة الكافية للتحدث وإيصال أفكاره، عكس طبيعة البرامج التلفزيونية والإذاعية المحددة بوقت معين وتوقيت أقل للإجابة عن كل سؤال.
تنفيذ حلقة بودكاست أسهل بكثير من اللقاءات التلفزيونية، وهذا سهّل من انتشار البودكاست، لكنه في الوقت نفسه أضرّ بالتنوع، لأن الغالبية اتجهت نحو اللقاءات وصارت العملية تقليدًا أكثر من كونها تلبية لحاجة الجمهور لهذا النوع من البرامج. تمنيت لو أن بعضهم تجرأ وترك استديو التصوير واتجه إلى الشارع، وصوّر لنا التفاصيل الصغيرة في حياة الناس، والأماكن الجميلة التي لم تخدمها الكاميرا لغاية الآن، وأراهن أن الذي سيقدم مثل هذا المحتوى سيحصل على نجاح حقيقي، وسيقدم حلقات بروح جديدة خارج إطار الاستديو.
سبق وكتبت أن الكنز الثمين موجود خارج الاستديوهات، ويبدو أن الغالبية فضَّلت الأسهل على الأصعب، والتقليد على الابتكار. العمل الإعلامي صعب ومرهق، ويحتاج إلى جهد وصبر، لكنه يعطي أضعاف ما تعطيه، ولدى الشباب أرض خصبة لما سيدهش العين وتعشقه الأذن.
ـ كل عام هناك قلة من الأغاني المميزة بالكلمات والألحان والأداء، لكن معظم الأغاني الجديدة هي مجرد إعادة تدوير، لنفس الكلمات والمواضيع والألحان، صنعت عندي هذه المحدودية حالة من الملل، واعتقاد أن غالبية المغنين يعتمدون على المثل الغربي القائل «لا تستبدل الطاولة طالما أن رجلها غير مكسورة». مشكلة غالبية المغنين أنهم يركزون على فئة عمرية محددة، وعندما تكبر هذه الفئة وتغادرهم لأنها تشبعت من أفكار أغانيهم وألحانهم، تكبر الفئة التي كانت أصغر وتصبح هي جمهور الفئة التي يغني لها الفنان. نحن جمهور لا نحصل على أشكال مختلفة من الفن الغنائي. عرفنا أغنيتنا من خلال طلال مداح ومحمد عبده ثم عبادي الجوهر، كل ما أتى بعدهم يسيرون على نفس ما بدأ فيه الذين سبقوهم، قدموا أعمالًا جميلة لكنها تحت خيمة الثلاثة الكبار، وعندما استمعت لعايض شعرت في عدة أغانٍ كما لم أشعر من قبل بشيء جديد في الأغنية، هنا تأكدت أن حالة الملل لم تكن تشبع من الأغنية، بل من عدم تجديدها.