الأولمبياد السعودي كشفنا.. ويكشفهم
نرفع أصواتنا غضبًا واستنكارًا، بسبب خروجنا من الأولمبياد الكبير أو القاري أو العربي والخليجي دون تحقيق عدد مقبول من الميداليات، وأحيانًا تكون الحصيلة صفرًا، ولهذا الفعل ما يبرره، لكن ما لا يقبل منا كإعلام وجمهور أن تقام ثلاث دورات من «الأولمبياد السعودي» دون الإشارة لها بما يوازي حجمها، وأهدافها المعنية بصناعة جيل رياضي قادر على تمثيلنا في المحافل الرياضية خارجيًا.
كان لنا أن نضم هذا الحدث الرياضي الضخم لأجندة المتابعة، والدعم والنقد الذي وظفناه «لتوافه» الأمور وهي كثيرة على طاولة المتحدثين في مختلف المنصات، لكننا صممنا الآذان وأغلقنا العيون عن أكثر من 6 آلاف رياضي شاركوا في منافسات 53 لعبة أولمبية في مدينة واحدة «الرياض» في انتظار أن نفجر طاقتنا بكل حواسها لتعنيفهم عند وبعد كل خسارة بطولة خارجية، وهو دور ناقص ترك المهم وهو المساندة في البناء والتصحيح والتشجيع، وذهب للأقل جهدًا ومعرفة «الشماتة والانتقاص» من الرياضي والمسؤول.
فكرة الأولمبياد السعودي والذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين فكرة «عبقرية» لاختصار زمن تكوين البطل الأولمبي، كما أنها عودة لإحياء الألعاب الرياضية المتوارية خلف «جنون» كرة القدم، ولا أعلم عن إمكانية استمرارها بهذا الزخم وقد بدأت من جهة ثانية الأندية الجماهيرية تسقط من حساباته بالإلغاء عدد من الألعاب الجماعية، وهي مسؤولية ندعو اللجنة الأولمبية للتصدي لها ولو بمطمئنتنا أنها على خلفية وقناعة بالأسباب، وتملك الحلول الضامنة لعدم إلحاق الضرر باللعبة الأصل.
انكشف الإعلام ككل أنه لا يمكن له أن يصنع المحتوى المناسب لمثل هذه الأحداث أكثر من «التغطية» الآنية إن فعل، وأن تصنيفه للرياضات مثله مثل تصنيفه للأندية «جاذبة للمتابعين» أو «غير مبالية»، مع أن السبب صناعة «المادة» الإعلامية التي يمكن أن تكون جاذبة وتفرض نفسها على «المتابع» ولو بالتدريج متى كانت في القالب والمنصة والزمن المناسبين، كما كشفت دورة الألعاب الرياضية في مراتها الثلاث أن «الترتيب وعدد الميداليات» بألوانها المختلفة يمكن لها أن تسمي من النادي «أبو الألعاب» وبطلها فعلًا لا قولًا، واقعًا لا هتاف مدرج.
رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية عبد العزيز بن تركي ونائبه فهد بن جلوي والمدير التنفيذي دليّل بنت نهار رفعوا من سقف مشاركة الرياضة والرياضيين في تحقيق عدد من مستهدفات رؤية المملكة 2030، بما تضمنته رسالة هذه البطولة التي منها رفع جودة الحياة بالتميز الرياضي وإلهام الشباب من خلال الرياضة وصناعة جيل رياضي ناشئ، والكشف عن مواهبهم وتطويرها، وغير ذلك مما يسهم في تعزيز الحركة الرياضية، فأقل ما يمكن أن نقوله لهم «شكرًا لكم» ونتطلع فيما بعد إلى اليوم الذي نتذكر فيه أن من حققوا «ذهب وفضة» الأولمبياد الدولي والقاري كانوا من نتاج ومخرجات الأولمبياد السعودي.