القرعة العالمية ونصر واتحاد
قلتها منذ بداية الموسم إن الفرصة مواتية لفريق الاتحاد لأن يخطف بطولة الدوري لعدة اعتبارات يأتي أولها التدعيم والتغييرات الكبيرة التي حصلت للفريق في الصيف الماضي، بالإضافة لانشغال المنافسين ببطولة نخبة آسيا وضغط المباريات الكبير لهذه الفرق، بينما يلعب الاتحاد مرتاحًا ويملك مدربه الفرصة دائمًا لمعالجة الأخطاء وتصحيح أو تعزيز وضع فريقه عكس مدربي الفرق الأخرى الذين أصبح جل تركيزهم على استشفاء اللاعبين بعد كل مباراة.
لذلك ليس غريبًا أن نشاهد الهلال والنصر يتباين مستواهما الفني من مباراة لأخرى خاصة الأخير والذي لم يعد بالشكل المطلوب والذي يتضح الأمر على لاعبيه دائمًا.
مباراة الاتحاد والنصر اليوم ستكون نقطة فاصلة في مسيرة المنافسة على لقب الدوري، ففوز الاتحاد من وجهة نظري الخاصة يعني إعلان البطل بشكل مبكر رغم الفارق النقطي البسيط مع الهلال الوصيف حاليًا، لأن الفوز الاتحادي يؤكد كل ما ذهبنا إليه وسيعزز الثقة في قدرة الفريق على تحقيق اللقب بين لاعبيه وجماهيره وكل منتمٍ لهذا الكيان.
قد يسترجع البعض ما حصل قبل ثلاثة مواسم حين تمكن الهلال من الانطلاق في الربع الأخير من الدوري رغم فارق الـ11 نقطة مع الاتحاد وتمكنه من تجاوزه وتحقيق اللقب، ولكن وبخلاف أن إمكانية حدوث مثل هذه الأمور في كرة القدم قليلة إلا أن هذا الموسم مختلف تمامًا، فمع ضغط المباريات للهلال فلن يستطيع مهما حدث تكرار تلك الانطلاقة خاصة والفريق تنتظره مشاركة مهمة في كأس العالم للأندية بنسختها الجديدة الصيف المقبل ومراعاة ذلك في إعداد الفريق بدنيًا وفي مسيرته في كل المسابقات.
لقاء اليوم ليس هامًا فقط لفريق الاتحاد لتأكيد مسيرته نحو بطولة الدوري، ولكنه أهم بالنسبة للنصر، فالفوز يعني بقاء الفريق في دائرة المنافسة، أما الخسارة فإنها إعلان عن الانسحاب من سباق البطولة في الدوري، والتركيز على البطولة الوحيدة والمتبقية للنصر هذا الموسم بطولة النخبة الآسيوية.
أخيرًا أكتب هذا المقال قبل الإعلان عن قرعة كأس العالم للأندية وترقب الجميع أين ستضع هذه القرعة الهلال، وفي أي مجموعة سترمي به مع أبطال أوروبا وأمريكا الجنوبية، ولكن أيًا كانت نتيجة القرعة فعلى الهلاليين مسؤولية كبيرة في إظهار قوة الدوري السعودي ووصوله للعالمية بعد المشروع الكبير الذي بدأ الموسم الماضي، والتأكيد للعالم على نجاحه عبر ممثل الوطن ووصيف بطل العالم.