دوري المترنحين
في السابق عندما نسمع مصطلح «يترنح» يتبادر إلى الذهن مباشرة صوت المعلق إبراهيم الراشد رحمه الله وهو يصف أحداث النزال في المصارعة الحرة، وهي تعني أن المصارع تعرض لضربات أخلت توازنه، وما زال في وضع الوقوف لم يسقط، والترنح هو المشي بتمايل واضطراب، وهذا ما ينطبق على أغلب فرق المقدمة في دوري المحترفين «روشن».
ففي الصدارة وبعد فوزه الكاسح على وصيفه الهلال ترنح الاتحاد في آخر جولتين بالتعادل مع الخليج والأخدود، ورغم ذلك وسع الفارق مع الهلال لست نقاط، والذي ترنح هو الآخر في آخر سبع جولات بثلاث خسائر وتعادلين بينها رباعية وثلاثية، كما أن القادسية الذي استفاق في ثلاث مباريات بعد تعادله مع الفتح، خسر من الأهلي برباعية أخلت توازنه وكبحت جماحه عن الوصول للمركز الثاني ومغازلة الدوري، أما النصر فهو الأكثر ترنحًا وتباينًا في النتائج الأخيرة فاز على الأهلي بثلاثية، ثم خسر من الاتفاق بنفس النتيجة، ثم فاز على الوحدة بثنائية تلتها خسارة بثنائية العروبة في ليلة الشتاء الباردة، ناهيك عن نتائجه في آسيا وآخرها التعادل مع الاستقلال، أما الأهلي فهو الأكثر انتصارًا في الدور الثاني لكنه يعاني من نتائجه المترنحة في الدور الأول، وهكذا الحال ينطبق على الشباب والاتفاق وبقية فرق الدوري التي تترنح وتسقط وتقف مجددًا لتترنح في انتظار من سيُرمى به خارج الحلبة.
وحال الفرق هي حال دوري المحترفين بشكل عام، فأحيانًا نشاهد مباريات دراماتيكية وحماسية تشد المشاهد حتى نهايتها، وفي بعض المباريات حتى الفروة الشمالية لن تقيها من البرد في ظل برود المتنافسين.
أضف إلى ذلك ترنح مستوى النقل التلفزيوني من مباراة لأخرى، بما في ذلك الفرق الجماهيرية، كما أن عدوى الترنح انتقلت إلى التعليق الرياضي وغيره.
رسالة للقائمين على الدوري:-
المشروع الرياضي صرف المليارات ليكون دوري المحترفين من أبرز الدوريات في العالم، وقد أصبح مشاهدًا من أقطار العالم، ومطلبًا للقنوات العالمية وللاعبين المحترفين فلا مجال للترنح، فهذا دوري محترفين لا دوري مترنحين.