2025-04-16 | 22:24 مقالات

الجديد القديم

مشاركة الخبر      

أغلب الابتكارات الحالية هي تطوير لما سبق، حتى أشهر التطبيقات التقنية مأخوذة بالأساس من تقنية سبقتها. يصعب في زمننا إيجاد ابتكار أو اختراع من الصفر. من المؤكد أن إيلون ماسك كان شجاعًا عندما قرر إطلاق سيارة تيسلا الكهربائية، كان إطلاقها الإعلان الرسمي عن زمن السيارة الكهربائية، لكن ماسك بنى سيارته على السيارات الكهربائية وشبه الكهربائية التي سبقتها، ولولاهم لما كانت سيارة تيسلا.
يخبرنا التاريخ أن الحظ يلعب دورًا في نجاح الاختراعات والابتكارات عندما يخدم أصحابها في إطلاقها في التوقيت المناسب، ولو لم يكن التوقيت مناسبًا فإن مصيرها هو الموت، أو النوم الطويل مثلما حدث مع نيكولا تيسلا عندما اخترع محرك السيارة الكهربائي، قبل نحو مئة عام، لكن الحظ وقف بعيدًا عنه، مثلما وقف بعيدًا عنه في الكثير من الحالات، لأن الزمن كان زمن محركات السيارات التي تعمل على النفط ومشتقاته، وهذا ما حول من اختراع تيسلا المهم إلى شيء بلا قيمة تذكر.
لو ركزنا أكثر في ابتكارات عالم السيارات لوجدنا أن لهنري فورد فضلًا على جميع شركات السيارات، وعلى الاقتصاد العالمي، وعلى حياة الناس في ذلك الزمن، كان إنتاج سيارة واحدة يتطلب وقتًا طويلًا وعددًا كبيرًا من العمال، وهذا جعل ثمن السيارات مرتفعًا، وبعيدًا عن متناول الأسر المتوسطة. في أحد الأيام شاهد فورد في مسلخ للحوم أن العمال يقومون بتقطيع اللحوم أثناء مرورها على خط متحرك، وهنا لمعت فكرة تطبيق الفكرة في مصنعه، قام بتقسيم عملية تجميع السيارة إلى سلسلة من المهام البسيطة والمتكررة. كانت السيارة تنتقل على خط متحرك، وكل عامل مسؤول عن مهمة واحدة محددة. فتح ابتكار الطريقة الجديدة الباب أمام الأمريكيين لامتلاك سياراتهم، لأن ثمن سيارة فورد انخفض إلى أكثر من النصف، وصار إنتاج سيارة واحدة لا يستغرق أكثر من ساعتين. والأمر نفسه انتقل لبقية شركات السيارات في العالم. التغيير الحاصل منذ سنوات أن الشركات استبدلت معظم العمال بأذرع آلية، ولا ندري كيف ستكون طريقة التصنيع في المستقبل، لكنها مؤكدًا ستستند على ابتكار سابق. لأن كل ما هو جديد اليوم مطور مما سبقه.