«حاد يا اتحاد»
لا شك أن التتويج بلقب دوري روشن السعودي لموسمٍ مثيرٍ وتنافسي، لم يكن وليد الحظ أو المصادفة، بل جاء نتاج عملٍ إداري محكم وخطط استراتيجية وضعت بعناية من قِبل إدارة نادي الاتحاد. هذه الإدارة التي أثبتت أنها على قدرٍ عالٍ من المسؤولية والاحترافية، واستحقت بجدارة أن تكون وراء هذا الإنجاز التاريخي الكبير. منذ بداية الموسم، وضعت إدارة الاتحاد نصب عينها هدفًا واضحًا لا حياد عنه: كتابة المجد للعميد. ولتحقيق هذا الهدف، كانت البداية عبر قرارات مصيرية تمثلت في التعاقد مع طاقم فني عالي الكفاءة يمتلك الخبرة في قيادة الفريق إلى البطولات، وعلى رأسهم المدرب الذي زرع الانضباط التكتيكي والحماس في نفوس اللاعبين. أما على صعيد التعاقدات، فقد كانت الإدارة حريصة على انتقاء عناصر تملك القدرة على صنع الفارق داخل المستطيل الأخضر، مزجت بين اللاعبين المحليين المميزين والدوليين أصحاب الخبرة، مما منح الفريق عمقًا فنيًا وتكتيكيًا انعكس إيجابًا على الأداء العام.. لم يكن النجاح ثمرة العمل اللحظي أو ردود الفعل، بل نتيجة تخطيط طويل الأمد بدأ منذ المواسم السابقة، حيث عملت الإدارة على بناء فريق قادر على المنافسة لا لموسمٍ واحد بل لعدة مواسم. وتميزت إدارة الاتحاد بالحزم والانضباط، سواء في التعامل مع اللاعبين أو في إدارة الموارد المالية للنادي، ما خلق بيئة صحية تسودها الاحترافية والاستقرار، وبهذا العمل التراكمي ما بين الإدارة السابقة والحالية، تم بناء اتحاد يحصد البطولات وهذا ما تفتقده بعض الأندية، وهو هدم عمل الإدارات السابقة.. لقد أثبتت إدارة الاتحاد أن لكل بداية صحيحة نهاية صحيحة وجميلة لا محالة. فبداية العمل الجاد، والتخطيط الذكي، والاختيارات الدقيقة، كانت نتيجتها لقبًا يسُجل في سجلات عميد الأندية، أسعد الجماهير وأعاد الهيبة لنادي الاتحاد كأحد أعمدة الكرة السعودية. وبهذا التتويج، لا يُكرَّم الاتحاد كلاعبين فقط، بل تُكرَّم إدارة وضعت النجاح هدفًا، وخططت له بحكمة، وسعت نحوه بثبات، حتى أصبح واقعًا يُحتذى. والآن، وبعد هذا الإنجاز، تتطلع الجماهير إلى مستقبل أكثر إشراقًا، بقيادة إدارة أثبتت أن الحلم لا يتحقق إلا بالإخلاص والعمل المتقن.