2025-07-28 | 22:32 مقالات

«صرامة جيسوس ونفوذ رونالدو»

مشاركة الخبر      

شهد نادي النصر السعودي تحوّلًا جديدًا في مسيرته التنافسية بتعاقده مع المدرب البرتغالي المخضرم جورجي جيسوس، الذي عُرف في مسيرته التدريبية بالانضباط الصارم، والقرارات الحاسمة، وفرض أسلوبه التكتيكي بلا مساومة. ولكن هذه المرة، لن يكون وحده في دائرة الضوء، فإلى جانبه يقف أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ، القائد كريستيانو رونالدو، الذي لا يرضى إلا بالمركز الأول، ويملك تأثيرًا واسعًا داخل وخارج الملعب.
جيسوس ليس من نوعية المدربين الذين يجاملون النجوم، بل هو من المدرسة القديمة التي تؤمن بأن «النظام فوق الجميع». في تجاربه السابقة، خاصم لاعبين، أبعد أسماءً لامعةً، وغيّر خططًا رغم اعتراضات جماهيرية. لكن هل يملك الجرأة لفعل ذلك مع رونالدو؟ أم أن مكانة «الدون» وتأثيره الطاغي ستجعل جيسوس يعيد حساباته؟

وفي المقابل، أثبت رونالدو خلال مسيرته مع الأندية الكبرى – ريال مدريد، يوفنتوس، مانشستر يونايتد – أنه يحترم النظام ويقدر المدربين الجادين، طالما وجد الاحترام والتقدير المتبادل. بل في بعض الأحيان، ازدهر أداؤه تحت قيادة مدربين صارمين مثل السير أليكس فيرجسون وأنشيلوتي.
التحدي الحقيقي قد يكون في «من يقود من؟». جيسوس بطبعه لا يحب التدخل في قراراته، ورونالدو يتمتع بنفوذ قوي داخل غرف الملابس. وإذا لم تُرسم الحدود بوضوح منذ البداية، قد تتصاعد التوترات، خصوصًا في حالة تراجع النتائج أو الاختلاف على أسلوب اللعب.فريق النصر يمتلك توليفة من النجوم المحليين والدوليين، وعلى الورق، هو مؤهل لحصد الألقاب المحلية والقارية. وجود رونالدو يعطي دفعة معنوية وجماهيرية ضخمة، بينما يُتوقع من جيسوس أن يعيد ضبط إيقاع الفريق تكتيكيًا.

السؤال الآن: هل يستطيع الاثنان العمل بتناغم؟
أم أن شخصيتيهما القويتين ستصطدمان في وقت مبكر ؟!


لقطة ختام

إذا نجح جيسوس ورونالدو ووجدا لغة مشتركة في غرفة الملابس، فإن النصر سيكون أمام موسم استثنائي، قد يشهد فيه العودة إلى المنصات محليًا وآسيويًا. أما إذا تغلّبت الحسابات الشخصية أو ظهرت التوترات، فقد يتحول الموسم إلى ساحة خلافات، تؤثر على استقرار الفريق.

وفي النهاية،
التاريخ يُصنع عندما يتفق الكبار.
فهل يتفق جيسوس ورونالدو؟!