تين هاج يلحق بالركب ويدخل تاريخ «البوندسليجا» في الأسرع إقالة
في عالم كرة القدم، تتصدَّر النتائج العناوين، وتُحدِّد مصير المدربين في لحظاتٍ، وبينما يحلم المدرب الفني بموسمٍ طويلٍ، يُثبت فيه رؤيته، قد تأتي صافرة الحكم لتعلن نهايته مبكرًا، وأحيانًا حتى قبل أن تبدأ الرحلة.
هذا هو الحال في الدوري الألماني لكرة القدم «البوندسليجا»، إذ شهد عبر تاريخه قراراتٍ إداريةً خاطفةً، تمثَّلت في إقالاتٍ مبكرةٍ جدًّا لمدربين، تركت أثرًا لا يُنسى في سجلات البطولة، كان أحدثها إعلان نادي باير ليفركوزن، الإثنين، إقالة الهولندي إريك تين هاج، مدرب الفريق الأول لكرة القدم، بعد مرحلتين فقط على بداية الدوري، ليسجل اسمه في تاريخ الكرة الألمانية بلا إنجازٍ بعد أن انضم إلى قائمة أسرع الإقالات.
وتاريخيًّا، يتصدَّر رولف شافشتال قائمة الإقالات التي دخلت التاريخ بوصفها أسرع قرار فصلٍ للمدربين في «البوندسليجا» بعد أن أقيل من تدريب فريق إم إس في دويسبورج إثر مباراةٍ واحدةٍ فقط موسم 1989ـ1990. وكانت الخسارة كافيةً ليدفع المدرب ثمنها مبكرًا في واحدةٍ من أقصر فترات التدريب في التاريخ.
وفي حالةٍ نادرةٍ أخرى، قرَّر شتوتجارت الاستغناء عن خدمات مدربه رولف فرينجر موسم 1996ـ1997، بل وقبل بدايته، إذ لم يمنح النادي مدربه الجديد أي فرصةٍ لخوض مبارياتٍ رسميةٍ، لتبقى إقالته واحدةً من أغرب الإقالات في تاريخ «البوندسليجا»، وفق موقع «سبورت بوزر» الألماني.
وفي سيناريو مشابه، لم ينتظر نادي ماينز 05 حتى انطلاق الموسم، ليتخذ قراره، ويقيل يورن أندرسن في 2009ـ2010 بعد الخروج من كأس ألمانيا أمام فريقٍ من الدرجات الأقل من الممتازة، وقبل خوض أي مباراةٍ في الدوري. وكانت تلك المرة الأولى التي يُقال فيها مدربٌ من منصبه دون خوض أي لقاءٍ رسمي في الدوري.
ولم ينجُ الهولندي رينوس ميشيلز من عدوى الإقالات السريعة في الدوري الألماني ففي موسم 1980ـ1981، أنهى نادي كولن علاقته معه بعد الجولة الثانية، في خطوةٍ مفاجئةٍ بالنظر إلى سمعته الكبيرة.
وعاد كولن للظهور مرةً أخرى في قائمة الإقالات السريعة، وهذه المرة مع المدرب مورتن أولسن، الذي ودَّع النادي بعد الجولة الثانية من موسم 1995ـ1996 إثر أداءٍ مخيِّبٍ، لم ينل إعجاب الإدارة والجماهير، وكان نتيجته الوداع مبكرًا.
وخلال موسم مضطرب، وجد ديتر هيكينج نفسه خارج أسوار نادي هانوفر 96 بعد الجولة الثانية من موسم 2009-2010، ولم تشفع له بداية الموسم في كسب ثقة الإدارة، التي قرَّرت البحث عن بديل مبكرًا.
وكانت خسائر ثلاث متتالية كافية لإدارة نادي شتوتجارت لإقالة برونو لاباديا في موسم 2010ـ2011 بعد الجولة الثالثة، ليدخل ضمن قائمة المدربين الذين لم يُمنحوا سوى أسابيع قليلة لإثبات أنفسهم.
ولم يستطع ميركو سلومكا الصمود أكثر من ثلاث جولات مع نادي هامبورج في موسم 2014ـ2015، إذ لم يحقق أي فوزٍ، ليُقال سريعًا، وسط أزماتٍ متراكمةٍ عاشها النادي حينها.
وفي موسم 2016ـ2017 ألتحق فيكتور سكريبنيك بركب المقالين مبكرًا بعد ثلاث هزائم متتالية لفيردر بريمن في انطلاقة الدوري، فالإدارة لم تنتظر طويلًا، وقررت التغيير بسرعةٍ.
كذلك عاش أسطورة الكرة الألمانية أندرياس بريمه تجربةً مماثلةً كمدربٍ مع كايزرسلاوترن، إذ أُقيل في الجولة الثالثة من موسم 2000-2001.
ولم يكن أندرياس زاخهوبر، مدرب هانزا روستوك، محظوظًا أيضًا، إذ أُقيل في الجولة الثالثة من موسم 2004ـ2005 بعد سلسلة نتائج سلبية، جعلت النادي يتذيل الترتيب.