«إغلاق الحراج»

لو لم يكن لإعلان نتائج توثيق تاريخ كرة القدم السعودية بعد أن هرمنا من أجل هذه اللحظة وبعد أن تأخرت لجنة التوثيق كثيرًا، وكانت الساحة تظنها تماطل كالعادة لعدم إنهاء هذا الملف الشائك، الذي يشبه حقل ألغام ضاعت أبجديات حروف مواقع قنابله القابلة للانفجار في أي لحظة دون سابق إنذار إلا أنها أسكتت ضجيج حراج البطولات لكفاها منجزًا.
لقد عشنا مرحلة استمرت قرابة العقدين في فوضى فكاهية مبكية مضحكة أصبحت فيها بطولات بعض الأندية تتكاثر بطريقة الانشطار الثنائي فدورة رمضانية تشارك بها فرق «الحواري» وأخرى سداسية أو سباعية وتصفيات مناطق تؤهل لمرحلة إقصائية دون تتويج ولا نهائي ولا راعي ختام تصنف على أنها بطولات رسمية لا يشوبها شائبة، وتوضع على رفوف الفخر بل وتضاهي بطولات دوري أبطال القارة مع بقية البطولات القارية، بل والدوري المحلي وكأس الملك وولي العهد وتصفيات تضم ثلاثة أو أربعة فرق تصنف على أنها «دوري ممتاز».
الغريب أن أولئك العابثون في التاريخ لهم تصاريح متناقضة في تأكيد عدد بطولات ناديهم المفضل، بل إن بعض المواقع الرسمية حذت حذوهم فقد أعلن أحدهم أن بطولات الدوري لذاك الفريق سبعة ألقاب، وبعد موسمين فقط أعلنوا أن ألقاب الدوري وصلت للرقم «17».
نتائج التوثيق الأخيرة ألغت على الأقل الفوضى الحاصلة سابقًا، وأعلنت بشكل رسمي البطولات المعتمدة، رغم أنها راعت قطبي جدة بشكل ملحوظ، فالأهلي أصبح لديه تسع بطولات دوري، وهو لم يكن لديه سوى ثلاث، والاتحاد لم تغب شمسه عن كل بطولات الدوري التي كانت تسمى كأسًا حتى إعلان النتائج.

- السوط الأخير -

وا قلبي اللي غدا بطليح
خلنه البيض شبـــانـــه
يا ناس لا تزعلون فريـــح
خلوه يسكن بمسكـــانــه