2025-09-13 | 22:45 مقالات

التوثيق وفرص عودة تحدياته

مشاركة الخبر      

المسابقات الكروية تأخذ من مسمى اللعبة أصل التسمية، لكنها تحتاج إلى التوصيف والتصنيف، لضمان عدم التداخل بينها، وقد يكون عدم الالتزام بها في التعاطي الرسمي أو الإعلامي والشعبي إشكالية «التعريف والتصنيف» النهائي الصحيح عند الرغبة في الرصد، أو التوثيق، ومن المؤكد أن مشروع توثيق كرة القدم السعودية وقع فيه على نحو ما.

قبل دخول عالم «الإعلان» والحاجة المتبادلة بين الجانبين التجاري والرياضي، الذي أفضى إلى أن تتحول الأستادات والقمصان والمدرجات إلى واجهات إعلانية لمعلنين، ورعاة لشركاء تجاريين، كانت تسميات المسابقات المحلية تعتمد على اسم اللعبة، وبعض التوضيحات المتعلقة بشأن المنافسة، إن ودية، حبية، تنشيطية، رسمية، دوري، كأس، مع إلحاق اسم المكان دون أن يكون هناك ضوابط صارمة تضمن صحة التسمية، وتوصيفها وتصنيفها.

تلك الإشكاليات خلقت فيما بعد تحديات عند الحاجة إلى الفرز، ووضع قوائم المسابقات وتسمية المسابقات، وسجل الأبطال، ما أدى إلى الاجتهاد والمحاولة لحسم الأمر، استنادًا على الموافقة والإقرار لممثلي الأندية المعنية، بما تم اعتبارها لوائح، بغض النظر عن سلامتها أو تضاربها مع غيرها في مواقع أخرى.

كأس العالم كان يمكن أن يستمر تحت اسم كأس جول ريميه المحامي الفرنسي، صاحب الفكرة، الذي ترأس فيفا أو بطولة «كأس النصر» كما أقر هذا المسمى 1928م، هذا يختلف عن الأسماء الشرفية، التي يطلق العديد من الدول صفتها على واحدة من مسابقاتها «كأس الملك أو الرئيس»، باستدامة دون أن يغير ذلك الأمر طريقة أو نظام المسابقة، فيما تأخذ المسابقات الأخرى مسميات مطابقة لنظامها، وتصنيف الأندية لمشاركة، ومن ذلك أصبح لكل الدرجات والفئات العمرية مسابقاتها، وبالتالي يمكن الاعتماد على ذلك في سجلاتها.

هذا كله يشير إلى أهمية التسمية والتوصيف والتصنيف في السجلات والمستندات الرسمية، والمراسلات، كذلك في الأخبار الصحافية والحوارات، على كافة منصات الإعلام والمنتديات، والمؤتمرات لأن الاكتفاء مثلًا بـ «دوري روشن» أو «يلو» وغيرهما دون أن يتبعها توصيف وتصنيف، وأن كان مقبولًا في مواضع غير رسمية، إلا أن استسهال الأمر مستقبلًا ربما ينضم إلى ذات التحديات القديمة، التي أدت إلى ضبابية، وخلقت أزمة تعريفات.

ما المانع من اعتماد الدوري السعودي للأندية الممتازة للمحترفين «دوري روشن»، كما هو أيضًا دوري أندية الدرجة الأولى للمحترفين «يلو»، والراعيان روشن ويلو ليسا دائمين جاء قبلهما وسيأتي بعدهما رعاة، وعلى هذا القياس، من غير الجائز أن تخلو المنصات الرسمية للاتحاد والرابطة، والجهات التلفزيونية الناقلة، والبرامج الرياضية، من دعم تثبيت المسميات الصحيحة، كذلك على المشورات والتذاكر، والتصاميم المختلفة، وغير ذلك.

إن عدم ربط التصنيف باسم المسابقة, كأنه يذكر «دوري المملكة» منزوعًا من درجة التصنيف، لا يختلف عن «بطولة دوري» دون أن يتبعها تصنيف أو نطاق جغرافي، وهما نموذج لمن يهتم بعدم الوقوع في «شراك» التوثيق الملتبس، وللأسف فأن منصات الإعلام وضيوفها، إلا ما ندر، لا يهتمون بضبط حتى المسميات الصحيحة للمسابقات، أو غيرها، فهم يسمون برنامج الاستقطاب لجنة، ولجنة الاستدامة هي من تزود الأندية بالأموال، وشركات الأندية «شركة ربحية»، وبلبلة «الصلاحيات»، ومصدر أموال دعم الأندية، وتباينه محاور كل المنصات والساعات...... الخ، دون أن نختلف في أن لولاها «الضبابة جهلًا أو تعمدًا» لما عاشت البرامج، وانتعشت المساحات، واشتهرت واسترزقت أطرافها.