كلام ويكند
قالت العرب: الحي يحييك.. والميت يزيدك غبن. ولا أرى أصدق من هذا القول لكل الذين ينتظرون شيئًا من ميت، أو للذين كانوا وما زالوا يحاولون إحياء الأموات على قول مايك تايسون. قال مايك في لقاء تلفزيوني أنه حاول كثيرًا، ودفع أثمانًا باهظة لمساعدة بعض أصدقائه والنهوض بهم، لكنه كان يساعد أمواتًا حسب قوله! في العمل، لا يمكن انتظار نتيجة جيدة ممن يفتقد القدرة، وكل محاولات الصبر على أمل التحسن ستنتهي بالفشل. وللأسف.. ينطبق هذا الأمر على بعض الدائرة الضيقة من الأعزاء. أسوأ ما في التفكير العاطفي أنه يضر العمل، ويضيع الجهد والوقت، ويتعب النفس، العرب قالوا أيضًا: فاقد الشيء لا يُعطيه.
الرياضة تُلعب خارج وداخل الملعب بالأخلاق العالية، وفروسية الشجعان، أساسها أنها تجمع ولا تفرّق، تقرّب الناس والشعوب من بعضها، هذا هو دورها المفترض، وما أن تخرج من هذا الإطار تصبح مُرهقة للنفس، ومثيرة للنعرات، وضررها أكثر من نفعها. السلوك الجيد للفائز يكشف قوته، والسلوك السيئ للخاسر يكشف ضعفه، الرياضة من جانب آخر اختبار للأخلاق.
أحد المعارف لم يكن ذكيًا في الدراسة، علاماته كانت في المعدل المتوسط، لكنه تفوق في الحياة العملية على زملائه الأذكياء، لأنه كان شديد التركيز إذا عمل عملًا لا يُشرك معه شيئًا آخر أيًا كان، هذا الإخلاص منحه النجاح، وجعله محل ثقة من يعملون معه. في إحدى المناسبات دارت دردشة بيني وبينه عن الحياة بصورة عامة، وعندما تحدث عن العمل ذكر لي حكاية درجاته المتوسطة في المدرسة والجامعة، وكيف أنه في بداية حياته العملية تلقى النصيحة الذهبية من أحدهم، قال له بما معناه: لا يمكن أن تعمل على شيئين معًا وتجيدهما بصورة ممتازة، لا بد أن تقصّر في أحدهما، أو في الاثنين معًا، لكنك إذا ركزت على أمر واحد، وأعطيته وقتك واهتمامك، فسوف تنجزه بالصورة المطلوبة، وهذا سيعطيك احترام وتقدير الآخرين، وسترى رغبتهم في العمل معك. ربما أراد أن يشرح له مقولة «راعي البالين كذاب»!.