بنيان الإعلام
الصدق الذي أظهره وزير الإعلام سلمان الدوسري في لقائه بالإعلاميين أمر يجب التأسيس له في المرحلة المقبلة. فالوزير، قال إن الإعلام الرياضي السعودي يُعدّ الأقوى في المنطقة، وهو صادق فيما قال، وبناءً على رصده لمستوى التأثير، ونمو الجماهير. والصحافة الرياضية السعودية، ظلّت وستظلّ رأس الحربة في مستوى الحُريّة، والجذب، وتقديم المحتوى ذو التنوّع الهائل في التفاعل مع الطرح. والتأثير، يجب أن يستمر، كما أن الابتسامة التي قابل بها الوزير كل الزملاء الحاضرين اللقاء، لابد وأن تطول، وألاّ يُغيّبها أيّ ظرف لا يتسق ومستوى توزيع الرأي، وصدى الرسائل المُفاجئة، وأيّ لغة طارئة ليس للإعلام الرياضي دخل فيها.
إنّ تقدير الإعلام بقيمه ومؤسساته وأفراده، منهج واضح للوزير الدوسري منذ تولّى حقيبة الوزارة ذات التشعّبات الكثيرة. كما أن طغيان تصرّفات الأفراد غير المنضبطة في وسائل التواصل الاجتماعي هي المُهدّد الأول للتماسك المجتمعي ووحدة الأسرة وحمايتها. لقد سنّت هيئة تنظيم الإعلام تشريعاتها في الحماية والضبط، وبقي الإعلام الرياضي قريبًا من الناس، صديقًا للأنظمة، وقريبًا من فهم القرار وقت الموجات غير المحسوبة.
إن الإعلام الذي تتولّاه وزارات، معني بالدرجة الأولى بضبط المحتوى الوطني وتعزيز مفاهيم مجتمعه، ولا يتخذ موقفًا هامشيًا مع الكُتل الضخمة ذات التأثير الشعبي، كما في الإعلام الرياضي في بلادنا.
لقد أودع الصحفي السعودي في صدره أسرار القصص، وربط الخطوط ببعضها، ولم يكن على ما مرّ من تحوّلات، صغيرًا دون قوّة، أو بسيطًا دون وعي. ومضى في رحلته الطويلة لتناول اللبنة إلى يد البنّاء، دون أن يترك مساحة لأي فكر بعيد من التأثير على البنيان المرصوص أو الوصول إليه.
إن موقف الوزير الدوسري لهو مُنطلق جديد لاعتبار ضخامة وضع الصحافة الرياضية، لا مرحلة احتضان مؤقت. فقد أثبتت الأيّام، أن الساعة التي تدق بعيدًا عن المجال، لابد وأن يكون لدوران عقاربها اعتبارات وقت في المجال ذاته.
لقد كان الإعلام الرياضي مشعل نور لا فتيل نار، واستطاع أن يكتب في الاتجاه ذاته لا عكسه، واستمر دون أن يُملي عليه أحد كيف يتحمّل مسؤولياته.