2012-05-31 | 03:00 منوعات

أنقذوا مهنة التقديم

مشاركة الخبر      

زاد عدد القنوات والبرامج الرياضية مؤخراً، الإذاعية منها والتلفزيونية، وهذا دون أدنى شك يصب في صالح المنافسة، ويتيح للمتابع خيارات عدة، شريطة أن يرتبط الكم بالكيف.
وعلى اعتبار أن البرنامج الرياضي “منتج” فإن جودته تعتمد على العناصر الرئيسة المكونة له: إعداد، تقديم، وإخراج .. فيما يظل هناك عناصر أخرى ثانوية تسهم بدورها في التأثير على هذه الجودة، كالإضاءة على سبيل المثال.
وإذا كانت جل عناصر البرنامج خافية كعملٍ ظاهرة كأثر، فإن التقديم ظاهر كعملٍ وأثر، ومن هنا نجد أن له نصيب الأسد من مساحات النقد، أيا كانت النوايا.
وفي القنوات والبرامج الرياضية الحالية، أصبح كثير من أصحاب القرار يسيئون لفن التقديم من خلال الاعتماد على أشخاص لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بهذا التخصص، حتى لو حقق بعضهم شهرة واسعة جلبت له المتابعة وفاز بجزء وافر من كعكة الإعلان، فالنجاح المبني على باطل يخالف القواعد المهنية سيظل باطلاً.
هل سبق أن شعرت بنوع من التعب والإجهاد بعد متابعتك لبرنامج رياضي؟
عندما تنصت لمتحدث، وقد يُعذر غير المذيع في هذا، وتشعر بتوتر وهو يتحدث فإن مخالفته لعنصر أو أكثر من قواعد التقديم وفن الإلقاء هو السبب، فمنها ما يتعلق بمواصفات المذيع الشخصية، كطبقة الصوت وإتقان مخارج الحروف والثقافة والاطلاع، ومنها ما يرتبط بالمعايير المهنية والواجبات التي يُفترض عليه مراعاتها.
بعض من يمارسون التقديم في البرامج الرياضية لا علاقة لهم بوضوح الصوت ولا بسلامة مخارج الحروف .. وتجدهم يقدمون، ومن لا يتقنون اللغة العربية أو على الأقل مفرداتها .. تجدهم يقدمون، وهناك من يتنقل بين كونه مذيعاً يحاور أو يقدم فقرات وبين التعبير عن رأيه وطرح وجهة نظره، ومن أحال الاستديو لما يشبه جلسته في “الاستراحة” فيستعرض قدراته في “الاستظراف” على الشاشة.
من هنا جاءت فكرة توجيه الدعوة والمطالبة لكل صاحب قرار أن “أنقذوا مهنة التقديم”، فما يحصل من عبث واستهانة بهذا التخصص يؤسس لمدرسة يُغرّد أصحابها خارج سرب العلم والمهنية، يعرفهم المتلقي جيداً، ولكن مع الوقت سيتركون أثرهم السلبي على جيل المذيعين القادم، ولا أنسى أن كل مذيع غير جيد يأخذ مكان آخر أكثر جودة منه، وربما أخذ مكان مبدع.