2014-07-19 | 06:00 الكرة العالمية

ميركل نازية وبلاتر بشارب هتلر

مشاركة الخبر      

من الطبيعي أن يتفق ويختلف المحللون والمراقبون الرياضيون في تقييمهم لنهائيات كأس العالم التي انطفأت أضواؤها في البرازيل مؤخرا حيث سقطت كل التكهنات والتوقعات التي ازدحمت على الساحة الرياضية قبيل انطلاق البطولة 20 حينما تحول النجوم الكبار إلى أشباح هائمة على وجوهها، كما خيبت بعض المنتخبات المرشحة للقب البطولة الظنون لتؤكد خطأ كثير من توقعات الخبراء ونظريات المتخصصين لتظل المستديرة مجنونة عصية على الفهم والتكهن .. ربما ينتهي الأمر لنظريات ومفاهيم جديدة في عالم الكرة نابعة من ردود الفعل والحصاد والمردود على حيز الواقع بطبيعة الحال ولكن السؤال المطروح هل يمكن تسييس هذه البطولة الرياضية وهل هناك ثمة تداعيات سياسية لها على المستوى العالمي؟ هذا السؤال يكتسب مشروعيته من وقائع بعضها سبق انطلاق البطولة حينما هددت مجموعة من متطرفي جماهير الكرة الأرجنتينية بتحويل البطولة إلى جحيم لجماهير الكرة الانجليزية من باب الثأر من المستعمرين الانجليز الذي بسطوا سيطرتهم الكاملة على جزيرتهم مالفيناس بقوة السلاح خلال حكم رئيسة الوزراء الحديدية مارجريت تاتشر .. وغيروا اسمها إلى جزر الفوكلاند .. السلطات البرازيلية وبتحذيرات من (فيفا) نظرت إلى التهديدات بجدية تامة وشددت من إجراءات الحراسة بل حذرت الاتحاد الأرجنتيني من مغبة أية تصرفات قد تستهدف أنصار الكرة الانجليزية .. ولكن قبل هذا فقد انطلقت النهائيات وسيف التهديد بإفشالها مسلطاً على رقبتها وقد شاهد العالم تلك المظاهرات والاضطرابات التي انتظمت معظم المدن البرازيلية بعد انتشار شعور بالاستياء بين البرازيليين بحجة إهدار الأموال للصرف على البطولة بدلا من توجيهها لتوفير الخدمات الصحية والتعليمية لشرائح المجتمع الأكثر ضعفا .. رأينا عنفاً شاركت فيها جماهير الأحياء العشوائية ورأينا إضرابات شاركت فيها نقابات النقل تصدت لها الشرطة بالهراوات وقنابل الغاز وخراطيم المياه وأحيانا الرصاص الحي للسيطرة على انفلاتات الجماهير الغاضبة والمعترضة بداية على البطولة باعتبار أنها إهدارا للمال العام لارضاء حفنة من السياح ..ولكن رغم المخاوف انطلقت البطولة وهدأت النفوس القوية مع الانطلاقة القوية لمنتخب البرازيل ولكن مع النتائج المخزية لنجوم السامبا التي وصفتها وسائل الإعلام البرازيلية بالإهانة وليس الخسارة وبالذات بعد سباعية ألمانيا بدأ الحديث عن المستقبل السياسي للرئيسة ديلما روسيف التي طاردتها صيحات الاستهجان عند تسليمها كأس العالم للفريق الفائز في مباراة النهائي يوم الأحد الماضي بين ألمانيا والأرجنتين.

في ماراكانا
صحيفة " استادو دي ساو باولو" نقلت عن مصادر قريبة من روسيف أن الاستياء من حكومتها ظهر مجددا في ماراكانا، خاصة وأن الفريق المضيف لم يتمكن من الفوز باللقب. الآن وبعد الخروج المذل للبرازيل من البطولة التي جرت في أرضها وأمام جماهيرها فإن استطلاعات الرأي تقول إن المستقبل السياسي لروسيف مع تزايد السخط على كف عفريت حينما يتم إجراء الانتخابات الرئاسية في 5 أكتوبر المقبل.
ويبدو أن محاولات تسييس البطولة لم تقتصر على الأرجنتين والبرازيل، ففي أوكرانيا التي لم تشارك في النهائيات تبارت وسائط الميديا الاجتماعية هناك على دمغ المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بأبشع النعوت المسيئة لتاريخها فقد قارنتها بجواكيم فون ريتنروب وذلك لعلاقاتها الوثيقة مع موسكو وتحديداً رئيسها فلاديمير بوتين.. جواكيم هو سفير ألمانيا في لندن في الفترة من منتصف الثلاثينيات وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية.. وهو الرجل الذي قيل أنه كان أحد أكبر مهندسي العلاقات بين النظامين النازي والروسي ممثلا للفوهرر هتلر مع القيادة السوفيتية آنذاك وكان وراء إبرام اتفاق عدم الاعتداء بين البلدين في 23 أغسطس عام 1939.الرسائل العدائية التي تزاحمت على مواقع التواصل الاجتماعي جاءت تحت لقطات لميركل وهي ترسم على وجهها ابتسامة عريضة خلال حوار لها مع الرئيس الروسي بوتين وهما جالسان على منصة كبار الزوار خلال نهائي كأس العالم 2014 الذي جمع الأرجنتين وألمانيا.. الوسائل الساخرة لم ترحم حتى بلاتر الذي كان جالساً أثناء تبادل الحوارات الضاحكة بين بوتين وميركل فقد ظهرت لقطات لهذه الشخصيات البارزة وهي تحمل تحت أنفها شارب الزعيم النازي هتلر المشهور.

مجازر بشرية
وسائل التواصل الاجتماعي الأوكرانية نحت باللائمة على فلاديمير بوتين لكونه مصدراً للمجازر البشرية التي تقع في أوكرانيا بسبب التدخل الروسي السافر في شؤونها.. وقد جاء في أحد الفقرات تصريحاً منقولاً من المحلل العسكري الأوكراني ديمتري تيمشوك يقول فيه إن الحملات العدائية التي تشنها القوات الروسية والداعمة للانفصاليين الأوكرانيين شرق البلاد ترتقي إلى حالة إعلان الحرب بين البلدين.. وفي تعليق آخر ساخر جاء أحد المواقع الإلكترونية يقول "شكراً للسيدة ريتنروب كناية عن السفير الألماني النازي إبان الحرب العالمية الثانية.. وقالت إن ميركل بلقاءاتها مع جزار موسكو بوتين انزلقت في مستنقع المؤامرة الروسية لتفتيت أوكرانيا، وأنها تلعب دوراً سلبياً وهي بالتالي شريك في النزيف الدموي، طمعاً في الغاز الروسي.. وقد بدا من الصور التي ظهرت في مواقع التواصل الاجتماعي أن علاقة حميمة تربط ميركل ببوتين فقد ظهرا وهما يتبادلان الأحاديث والابتسامات خلال المباراة في الوقت الذي يسقط فيه العشرات من أبناء الشعب الأوكراني ضحايا الاعتداءات الروسية وهم يدافعون عن تراب الوطن.. وجاءت بعض التعليقات تحت مانشيتات ساخرة تقول هايل بوتين.. شكراً ميركل ريتنروب.. وتأتي هذه الاتهامات في وقت تفكر فيه دول الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على موسكو في ظل الحشود المتنامية للجيش الروسي على حدودها مشيرة إلى أن ذلك يعتبر تصعيداً خطيراً للأزمة الملتهبة.