2014-08-30 | 06:00 الكرة العالمية

الأثرياء .. يهيمنون على السوق

مشاركة الخبر      

لندن ـ (أ ف ب)

هيمنت حفنة من الاندية الثرية على سوق الانتقالات الصيفية في القارة الاوروبية بصفقات خيالية شملت لاعبين مثل الارجنتيني انخيل دي ماريا والكولومبي خاميس رودريغيز، فيما اكتفت الغالبية العظمى من الاندية الاخرى بعمليات بيع وشراء "صغيرة" بهدف المحافظة على التوازن في ميزانياتها.


في ألمانيا
بدأ عملاقا الدوري الالماني بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند التخطيط مبكرا للموسم الجديد حيث قام الاول وعلى غرار الموسم الماضي بخطف خدمات المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي من غريمه المحلي الذي سبق ان خسر ماريو غوتسه لمصلحة النادي البافاري الصيف الماضي.
حاول دورتموند التعويض بضم الايطالي تشيرو ايموبيلي من تورينو والكولومبي ادريان راموس من مواطنه هرتا برلين مقابل 30 مليون يورو للاعبين، كما عزز دفاعه بماتياس غينتر من مواطنه فرايبورغ وتعاقد نهائيا مع لاعبه السابق التركي نوري شاهين الذي خاض معه الموسم الماضي على سبيل الاعارة من ريال مدريد الاسباني.
ويبدو فريق المدرب يورغن كلوب في طريقه لاستعادة لاعب سابق اخر متمثل بالياباني شينجي كاغاوا المرشح انضمامه مجددا الى الفريق من مانشستر يونايتد الانجليزي قبل اقفال باب الانتقالات الصيفية منتصف ليل الاثنين المقبل.
وفي المقابل، اضطر بايرن الى العودة مجددا لسوق الانتقالات من اجل تعزيز خط وسطه بالاسباني تشابي الونسو مقابل 8 ملايين يورو من ريال مدريد وذلك بسبب اصابة مواطنه خافي مارتينيز وباستيان شفاينشتايغر كما نجح في خطف قلب الدفاع المغربي مهدي بنعطية من روما الايطالي مقابل 26 مليون يورو.
وقد مول فريق المدرب الاسباني جوسيب غوارديولا هذه الصفقات من بين توني كروس الى ريال مدريد مقابل 30 مليون يورو والكرواتي ماريو ماندزوكيتش الى جار الاخير اتلتيكو مدريد مقابل 22 مليون يورو.
اما بالنسبة للاندية الاخرى، فقد انفق باير ليفركوزن 22 مليون يورو من اجل تعزيز صفوفه للموسم الجديد، بينها 5ر15 مليون يورو لضم الشاب الواعد هاكان كالهانوغلو من هامبورغ، فيما كان العاجي سالومون كالو من "ابرز" صفقات اندية الصف الثاني في الـ"بوندسليغه" بانتقاله من ليل الفرنسي الى هرتا برلين.


في انجلترا
كان تشلسي دون اي شك الاكثر نشاطا بين منافسيه في الدوري الانجليزي الممتاز في سـوق الانتقالات الصيفية حـيث انفق حوالـي 95 مليون يورو لتعزيز صفوفه للموسم المقبل بهدف محاولة انتزاع اللقب من مانشستر سيتي، وكان الاسباني-البرازيلي دييغو كوستا اكبر صفقاته بعدما انفق 38 مليون يورو لضمه من اتلتيكو مدريد، كما اعاد فريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الاسباني الاخر سيسك فابريغاس الى عاصمة الضباب بضمه من برشلونة مقابل 33 مليون يورو.
كما عاد العاجي المخضرم ديدييه دروغبا الى الفريق دون مقابل بعد انتهاء عقده مع غلطة سراي التركي، وعزز فريق الـ"بلوز" دفاعه بالبرازيلي فيليبي لويس من اتلتيكو مدريد مقابل 20 مليون يورو حيث سيلعب الى جانب رفيق الدرب في "فيسنتي كـالديـرون" الحــارس البلجيكي تيبو كورتوا الذي اعـــاده مورينيو الى الفريق بعد انتهاء فتـرة اعــارتـه لبطــل الدوري الاسباني.
واخيـــرا ادرك ارســنال انــه بحاجة للسير على خطى منافسيه في سوق الانتقالات لكي ينافس على اللقب الذي غاب عنه منذ فترة طويلة، فانفق اكثر من 77 مليون يورو لتعزيز صفوفه وابرز صفقاته تمثلت بضمه النجـــــم التشـــيلي اليكسـيس سانشــيس من برشلونة مقابل حوالي 38 مليـــون يورو، اضافة الى انفاقه اكثر من 20 مليون يورو بقليل لضم الظهير الايمن كالــوم تشامبرز مــن ساوثمبتون و15 مليونا لضم الظهير الاخر الفرنسي ماتيو ديبوشي من نيوكاسل.
لكن قد يجد المدرب الفرنسي ارسين فينغر نفسه مضطرا الى انفاق المزيد من الاموال بعد تعرض مواطنه المهاجم اوليفيه جيرو لاصابة ستبعده عن الملاعب لفترة طويلة ويتم الحديث حاليا عن العاجي ويلفريد بوني (سوانسي سيتي) او الفرنسي الاخر لويك ريمي الذي يحلم بترك كوينز بارك رينجرز، او حتى داني ويلبيك الذي يبدو خارج حسابات المدرب الجديد لمانشستر يونايتد الهولندي لويس فان غال الذي ادرك بدوره وبعد البداية الكارثية لفريقه في الدوري انه بحاجة للتحرك قبل فوات الاوان فقام بضم دي ماريا من ريال مدريد مقابل صفقة خيالية بلغت 75 مليون يورو، كما عزز صفوفه بالظهير الارجنتيني ماركوس روخو من سبورتينغ لشبونة البرتغالي مقابل 20 مليون يورو، لترتفع قيمة انفاق "الشياطين الحمر" في سوق الانتقالات الى حوالي 170 مليون يورو بعد ان سبق وتعاقد مع الاسباني اندير هيريرا مقابل 36 مليون يورو ولوك شوك مقابل 38 مليون.
اما فيما يخص العملاقين الاخرين مانشستر سيتي حامل اللقب وليفربول وصيفه، فكان صيف الاول هادئا نسبيا بعدما قرر مدربه التشيلي مانويل بيليغريني اعتماد سياسة الثبات والمحافظة على التوازن بين المداخيل والانفاق بسبب عقوبة الاتحاد الاوروبي، فكان المدافع الفرنسي الياكيم مانغالا اكبر صفقاته (40 مليون يورو من بورتو البرتغالي) الى جانب لاعب الوسط البرازيلي فرناندو (15 مليونا من بورتو ايضا).
ومن جهته، بدأ ليفربول عازما على محاولة الفوز باللقب هذا الموسم ايضا بعد ان افلت منه في المرحلة الختامية وقد حصل على التمويل اللازم لتعزيز صفوفه بعد بيعه المهاجم الاوروغوياني لويس سواريز الى برشلونة مقابل 81 مليون يورو.
وقد انفق فريق المدرب الايرلندي الشمالي برندن رودجرز ما مقداره 152 مليون يورو في سوق الانتقالات الصيفية بضمه 8 لاعبين جدد على رأسهم المهاجم الايطالي ماريو بالوتيلـي الذي سيعود الى الدوري الممتاز مجـددا قادما من ميلان مقابل 20 مليونا، فيما كان لاعب وسط ساوثمبتون ادم لالانا الاكثر تكلفة (31 مليون يورو) الى جانب زميله المدافع الكرواتي ديان لوفرن (30ر25 مليون يورو) والظهير الصربي لازار ماركوفيتش (25 مليون يورو من بنفيكا البرتغالي).


في إسبانيا
حافظ الدوري الاسباني على تقليده في سوق الانتقالات مع الصفقات الخيالية لعملاقيه ريال مدريد وبرشلونة اللذين يسعيان الى استعادة احتكارهما للقب المحلي بعدما انتزعه منهما اتلتيكو الموسم الماضي.
وقد انفق ريال مدريد 120 مليون يورو حتى الان من اجل ضم ثلاثة لاعبين من الطراز الرفيع وهم الكولومبي خاميس رودريغيز (80 مليون يورو من موناكو الفرنسي) والالماني توني كروس (30 مليونا) والحارس التشيلي كايلور نافاس (10 ملايين يورو من ليفانتي).
ويبدو ان فريق المدرب الايطالي كارلو انشيلوتي لم يكتف اذ ذكرت بعض وسائل الاعلام انه يسعى الى خطف خدمات نجم كبير اخر قبل اقفال باب الانتقالات وهو الكولومبي الاخر راداميل فالكاو من موناكو الفرنسي خصوصا بعد ان حصل على الاموال الكافية جراء بيعه دي ماريا الى يونايتد.
اما بالنسبة للغريم الازلي برشلونة، فكان اكثر نشاطا من النادي الملكي بعدما انفق 157 مليون يورو لضم لاعبين مثل سواريز الذي كلفه اكثر من 80 مليون يورو رغم انه لن يتمكن من الاعتماد عليه قبل اكتوبر المقبل بسبب الايقاف لعضه الايطالي جورجيو كييليني في مونديال 2014.
وحاول المدرب الجديد لويس انريكي تعزيز كافة الصفوف بضم الحارسين المكسيكي كلاوديو برافو والالمـــاني مارك-اندريه تير شتيغن والمدافعين البلجيكي توماس فيرمايلن والبرازيلي دوغلاس والفرنسي جيريمي ماتيو ولاعب الوسط الكرواتي ايفان راكيتيتش.
وقد يسعى برشلونة في الساعات القليلة المتبقية الى تعزيز صفوفه بالمزيد من اللاعبين تحسبا للموسم المقبل خصوصا اذا فشل في استئناف قرار الاتحاد الدولي "فيفا" امام محكمة التحكيم الرياضي بعد منعه من اجراء اي تعاقدات في فترتي انتقالات اي في يناير والصيف المقبل بسبب مخالفته قواعد ضم اللاعبين الشبان.
وكعادته، كان اتلتيكو متحفظا في نشاطه على ساحة الانتقالات رغم فوزه باللقب للمرة الاولى منذ 1996 وذلك بسبب الازمة المالية التي يمر فيها، الا انه استفاد من بيع بعض اللاعبين على رأسهم دييغو كوستا وفيليبي لويس الى تشلسي من اجل ضم الفرنسي انطوان غريزمان (30 مليون يورو من ريال سوسييداد) وماريو ماندزوكيتش (22 مليونا من بايرن ميونيخ)، كما اضطر لانفاق 16 مليون يورو من اجل تعويض عودة الحارس كورتوا الى تشلسي بضمه السلوفيني يان اوبلاك من بنفيكا البرتغالي.


في إيطاليا
اين ايطاليا اليوم من ايطاليا الامس؟ هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه بالنسبة للدوري الايطالي الذي كان الاستقطاب الاهم للنجوم الكبار قبل ان يصل به الامر الى عجز انديته الكبرى عن الاحتفاظ بلاعبين مثل بالوتيلي او بنعطية، وقد تشهد الساعات القليلة المتبقية رحيل نجم اخر بشخص التشيلي ارتورو فيدال الذي يثير اهتمام مانشستر يونايتد وريال مدريد ما قد يدفعه الى توديع يوفنتوس بطل المواسم الثلاثة الاخيرة الذي عجز ورغم احتكاره للقب المحلي ومشاركته في دوري الابطال من اقناع لاعب من عيار فالكاو بالانضمام اليه.
وحتى ان المدرب انتونيو كونتي وصل الى حالة اليأس مع ادارة يوفنتوس وقرر ترك مكانه لماسيميليانو اليغري والاشراف على المنتخب الوطني بسبب عدم تلبية رغباته بالتعاقد مع لاعبين قادرين على قيادة الفريق الى مراحل متقدمة في دوري ابطال اوروبا.
ولم ينفق يوفنتوس اكثر من 37 مليون يورو في سوق الانتقالات الصيفية وكانت حصة الاسد منها للمهاجم الاسباني الفارو موراتا الذي كلفه 20 مليون يورو لضمه من ريال مدريد.
وبدوره، حاول انتر الذي عرف في المواسم الاخيرة انه اكثر الفرق الايطالية انفاقا قبل ان ينكفىء ويعتمد سياسة تقشفية رغم نجاحه في احراز دوري ابطال اوروبا عام 2010، فلم يتمكن من اقناع الارجنتيني ايزيكييل لافيتزي (باريس سان جرمان الفرنسي) بالعودة الى الدوري الايطالي، ورغم الموسم المخيب الذي اختبره الموسم الماضي اكتفى انتر بانفاق 12 مليون يورو فقط في سوق الانتقلات وكان لاعب الوسط التشيلي غاري ميديل ابرز صفقاته بعد ان دفع 8 ملايين يورو لضمه من كارديف سيتي الويلزي.
والوضع ذاته ينطبق على الجار ميلان الذي اصبح شبح الفرق الذي ارعب القارة الاوروبية في السابق وجعله محط اهتمام افضل نجوم العالم، وابرز دليل على ذلك انه لم ينفق اكثر من 75ر4 ملايين يورو رغم تخليه عن بالوتيلي مقابل 20 مليونا وكان تعاقده نهائيا مع المدافع الفرنسي عادل رامي مقابل 25ر4 ملايين يورو من فالنسيا الاسباني اكبر انفاقاته للموسم الجديد.
اما بالنسبة للمنافس الاخر نابولي، فلم يجر اي تعاقدات ملفتة وهو ضم لاعب الوسط الهولندي جوناثان دي غوزمان من فياريال الاسباني مقابل 6 ملايين يورو واستعار لاعب الوسط الاسباني ميتشو من سوانسي سيتي وضم قلب الدفاع السنغالي-الفرنسي كاليدو كوليبالي من غنك البلجيكي مقابل 7 ملايين.


في فرنسا
يمكن القول ان الدوري الفرنسي كان هادئا في سوق الانتقالات خلافا للمواسم الاخيرة، وتجسد ذلك باكتفاء باريس سان جرمان البطل وصاحب الصفقات الخيالية بضم لاعبين فقط هما البرازيلي دافيد لويز من تشلسي مقابل 50 مليون يورو والظهير العاجي سيرج اورييه على سبيل الاعارة من مواطنه تولوز، وذلك بسبب الرقابة التي فرضها عليه الاتحاد الاوروبي نتيجة مخالفته لقاعدة اللعب المالي النظيف.
اما بالنسبة لفريق الامارة موناكو، فكان ايضا متحفظا خلافا لموسمه الاول بعد عودته الى دوري الاضواء (انفق حينها 178 مليون يورو لضم فالكاو والبرتغالي جواو موتينيو وخاميس رودريغيز وجيريمي تولالان)، اذ انفق 24 مليون يورو، بينها 13 مليونا مقابل المدافع التونسي ايمن عبد النور القادم من تولوز.