ربما يملك بالوتيلي إجابة عن سؤال لماذا أنا دائما؟
عندما سجل ماريو بالوتيلي هدفا لمانشستر سيتي في أولد ترافورد معقل مانشستر يونايتد منذ ثلاث سنوات رفع قميصه الأزرق ليكشف عن رسالة مكتوبة على طريقة سؤال "لماذا أنا دائما؟"
وحتى الآن يبدو الإيطالي بالوتيلي يبحث عن إجابة لهذا السؤال.
وفي ذلك التوقيت كان ينظر إلى بالوتيلي بإعجاب بعدما سجل الهدف الأول لسيتي في مباراة انتهت بالفوز 6-1 على جاره مانشستر يونايتد.
ومع الوصول إلى يوم الأربعاء الماضي قرر بالوتيلي استبدال قميص فريقه الجديد ليفربول مع بيبي مدافع ريال مدريد بعد الشوط الأول الذي انتهى بتأخر ناديه 3-صفر في دوري أبطال أوروبا وتسبب ذلك الموقف في غضب جماهير أصحاب الأرض وكذلك مدربه.
وقال بريندان رودجرز مدرب ليفربول بعد اللقاء "لا أؤيد هذا الموقف وسأتعامل مع هذا الأمر."
ووفقا لتعليقات العديد من وسائل الإعلام العالمية وكذلك لآراء الكثير من مشجعي ليفربول فإن بالوتيلي المثير للجدل يتحمل الجزء الأكبر من الظهور الضعيف للفريق الذي نافس على اللقب في الموسم الماضي.
لكن في المقابل يشعر آخرون أن بالوتيلي أصبح بمثابة كبش الفداء للمشاكل التي تواجه ليفربول في الموسم الجديد.
وانتقل بالوتيلي إلى ليفربول مقابل 16 مليون جنيه إسترليني (25.67 مليون دولار) بعد انضمام لويس سواريز إلى برشلونة لكنه أحرز هدفا واحدا في عشر مباريات في كل المسابقات منذ قدومه من ميلانو.
واشتهر رودجرز بأسلوبه الخططي الصارم في الضغط على المنافس خلال الموسم الماضي لكن بدا وأن هذا الأمر غير مناسب لأسلوب لعب بالوتيلي. وبعد كل مباراة يزداد التساؤل حول مدى نجاح صفقة انضمام اللاعب الإيطالي إلى أنفيلد.
وسبق لبالوتيلي إحراز الكثير من الأهداف المهمة خلال تجربته السابقة في إنجلترا مع سيتي وفعل الأمر ذاته مع منتخب إيطاليا في بطولة أوروبا 2012 وكذلك في كأس العالم الماضية بالبرازيل.
وربما ما يفسر إخفاق بالوتيلي أنه شغل مكانا لا يتناسب مع أسلوبه وكذلك بسبب تعرضه لضغوط لتعويض رحيل سواريز الذي تصدر قائمة هدافي الدوري في الموسم الماضي بعدما أحرز 31 هدفا في 33 مباراة.
وتلقى رودجرز إشادة كبيرة في الموسم الماضي بعدما تمكن من استخراج أفضل ما لدى سواريز بعدما ساعده على استعادة قمة مستواه والتعافي من فترة إيقاف لمدة عشر مباريات بسبب عض برانيسلاف إيفانوفيتش مدافع تشيلسي.
وربما فكر مدرب ليفربول في أنه سينجح في أن يفعل الأمر ذاته مع بالوتيلي وقد يبقى هذا الاعتقاد سائدا حتى الوقت الحالي.
وفي الواقع فإن رودجرز لم يتمكن في النهاية من تغيير تصرفات سواريز بشكل كلي بعدما تعرض للإيقاف لمدة أربعة أشهر بعد واقعة عض أخرى في كأس العالم الماضية لكن هذه المرة بقميص منتخب أوروجواي.
ومن المنتظر أن يشارك سواريز في أول مباراة رسمية مع فريقه الجديد برشلونة عندما يلعب في ضيافة غريمه ريال مدريد في مباراة قمة دوري الدرجة الأولى الاسباني يوم السبت.
وفي الوقت الذي سيبدأ فيه سواريز في تسجيل الأهداف في اسبانيا وهو الأمر الذي سيفعله بكل تأكيد فإن ليفربول سيكون على الأرجح لم يتمكن من الاستفادة بالشكل المناسب من بيعه مقابل 81 مليون يورو (102.44 مليون دولار).
ويحتل ليفربول المركز الخامس في الدوري الانجليزي برصيد 13 نقطة من ثماني مباريات لكنه جمع ثلاث نقاط فقط من أول ثلاث مباريات بدور المجموعات بدوري الأبطال ويواجه مهمة صعبة لبلوغ دور الستة عشر.
وإضافة إلى بالوتيلي لم ينجح باقي اللاعبين الجدد المنضمين لليفربول من ترك بصمة واضحة وينطبق ذلك على ديان لوفرين وإيمري كان وألبرتو مورينو ولازار ماركوفيتش وآدم لالانا.
وليس ذلك فقط بل إن لوفرين ومورينو على وجه التحديد من أسباب دخول بعض الأهداف في مرمى ليفربول وظهور الدفاع بشكل متواضع.
لكن رغم ذلك تبقى معظم الانتقادات موجهة نحو بالوتيلي سواء كان ذلك من المشجعين أو النقاد أو حتى مدربه.
ويشتهر ليفربول بطريقته في التعامل مع المشاكل بطريقة داخلية بدلا من إعلانها لوسائل الإعلام وربما يكون رودجرز في حاجة إلى استعادة ذلك الأمر حتى يعود الفريق إلى الطريق الصحيح.
وإذا حدث ذلك واستعاد بالوتيلي مستواه المعروف فإن الفريق يمكنه أن يتحول إلى فريق متكامل وليس فريقا يعتمد على لاعب واحد.