خادم الحرمين الشريفين واجتماع القادة العرس الحقيقي لخليجي 22
نعد وإياكم اليوم الساعات الأخيرة لدورة خليجي 22 والتي تنتهي بنهاية مباراة المنتخب السعودي والمنتخب القطري سعدنا فيها بتواجد كل الأشقاء الخليجيين في رياض الخير ولاشك أن الهدف الرئيسي من هذه البطولة هو التجمع الخليجي الذي يعكس حجم وحدة الصف والأخوة التي تجمع بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وعندما نسترجع الأيام الماضية نجد أن خليجي 22 شهد عدداً من الأحداث والفعاليات التي أسعدتنا جميعاً في هذه الدورة ولعل من أهم الأحداث التي كان لها الأثر الكبير في قلوب ونفوس كل الشعوب الخليجية هو الدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعقد اجتماع استثنائي لقادة دول مجلس التعاون والذي أعلن من خلاله حل كافة الخلافات بين دول الخليج وعودة سفراء السعودية والامارات والبحرين لقطر وهو الخبر الذي أفرح كافة الخليجيين وأكدت فيه دول المجلس قادة وشعوبا بأنهم يد واحدة وبيت واحد لا تفرقهم الأحداث فكانت الرياض ولازالت تجمع الأشقاء على كل الأصعدة.
ولم تتوقف الأحداث عند هذا الحد بل كانت الرياض على موعد مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر والذي أعلن منها انتهاء التحقيقات في ملف قطر لاستضافة كأس العالم 2022م ليعلن من الرياض نزاهة الملف القطري وانتهاء الحديث في هذا الأمر وتأكيد على استضافة قطر لكأس العالم 2022م ليرد الملف القطري مباشرة بالكشف عن ملعب خليفة الذي سيكون من أهم وأكبر الملاعب التي ستستضيف منافسات كأس العالم في العاصمة القطرية الدوحة في حفل كبير حضره كافة القيادات الرياضية الخليجية ولم تنته المصادفات عند هذا الحد بل إن كأس خليجي 22 بدأت افتتاحيتها بين المنتخب السعودي والقطري وتختتم اليوم بين المنتخب السعودي والقطري.
تركي بن عبدالله
أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله كان له دور كبير ومميز وتواجد قوي في دورة الخليج ولاشك أن ما قام به خلال فترات البطولة سواء علي المستوي الشخصي من خلال زياراته الميدانية أو على المستوي الرسمي من خلال إمارة الرياض وأمانتها يعد عملاً متميزاً استطاع أن يعطي أبعاداً أكبر للدورة فمن خلال متابعة ما قام به الأمير تركي بن عبدالله نجد أنه كسر كل البرتوكولات من خلال زياراته الميدانية لعدد من مرافق ومناسبات خليجي 22 فمشاركته وزيارته للمركز الإعلامي وحضوره لبرنامج المجلس ومن ثم تواجده مع الشباب في بطولة البلايستيشن ومشاركته لهم ولعدد من صغار السن في منافسات البطولة الاليكترونية كلها أعمال تدل على الحس العالي لدى المسئول واستطاعته أن يمارس دور المسئولية الاجتماعية وتقديم درس عملي وثقافي على أرض الواقع لكيفية تعامل المسئول مع الأحداث والمناسبات ومع المجتمع بشكل عام فما قام به الأمير تركي بغض النظر عن الجانب الاجتماعي هو بذلك أعطى بعداً إعلامياً مختلفاً للبطولة بل إن حضوره لبرنامج المجلس أعتقد أنه إشارة واضحة لترحيب المسئول بالإعلام الخليجي فحضوره بدون دعوة واختياره للزمان والمكان كان له أثر كبير وبعداً سامياً على كافة الأصعدة وهذا يعطينا المؤشر الواضح كيف يمكن للمسئول أن يكون حاضراً في الزمن والوقت المناسب وبالشكل الإيجابي الذي يخدم القضايا والأحداث بعيداً عن التكلف وكسراً لكل الحواجز.
عبدالله بن مساعد
الأمير عبدالله بن مساعد هو الآخر كانت له بصماته الواضحة وتحركاته في كل اتجاه في دورة عمل كانت مستمرة من الصباح حتى ساعات الليل المتأخرة يحضر كل مناسبة يفتتح هنا ويكرم هناك ويتابع هذا ويقف بنفسه على كل عمل فلم يتردد في رعاية وحضور أي مناسبة من خلال جدول مزدحم بل إن تحركاته الأخيره قبيل انطلاقة كأس الخليج كان لها أثر واضح في سد الكثير من الثغرات التي خلفها اتحاد القدم ابتداءاً من المركز الإعلامي مروراً بحفل الافتتاح وتجهيز الملاعب بل كان يشعر بكل المشكلات فكان ظهوره الإعلامي هو الآخر لسد ثغرات هنا وهناك فعندما خرج مع القنوات الإماراتية كان يقول لهم (خرجت معكم لأنكم حرمتم من نقل مباريات البطولة) ولو استعرضنا عدد المناسبات التي حضرها الأمير عبدالله بن مساعد خلال الأسبوعين الماضيين لوجدنا أنه لم يمر يوم من أيام البطوله إلا وهناك أكثر من مناسبة على الصعيد الإعلامي والاجتماعي والإداري والفني ناهيك عن اظهار الجانب الآخر من دوره كمسئول في معالجة بعض القضايا في رسائل غير مباشرة تأتي ضمن مهامه كمسئول والقيام بواجب المسئولية الاجتماعية نحو قضايا المجتمع المختلفة ومحيط عمله فحضوره لمباراة المنتخب مع رئيس نادي النصر ونجم الكرة السعودية ماجد عبدالله كانت رسائل من نوع آخر للمجتمع بكافة فئاته وميوله ومن هنا نستطيع القول إن الأمير عبدالله بن مساعد استطاع أن يوجد عملا رياضياً قوياً على أرض الواقع بل وفلسفة مختلفة مبنية على أهمية العمل الميداني والإندماج مع المجتمع بكل فئاته ومناسباته.
الدوري والكأس
قنوات الدوري والكأس وخاصة برنامج المجلس كان مختلفاً في الشكل والمضمون والطرح ومن هنا نعرف لماذا أمير الرياض الأمير تركي بن عبدالله والرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد قاموا بزيارتهم المفاجئة للبرنامج فما قدمه البرنامج من عمل إعلامي لتغطية البطولة يعد درساً في فن التعامل مع الأحداث وأن الرياضة ليست كرة قدم بل هي رسالة تدخل في كل شأن وأمر ومؤثرة على كافة الأصعدة فتلك الزيارات التي كان يقوم بها فريق البرنامج في كل اتجاه قدمت رسالة من نوع آخر وجعلت من برنامج المجلس ينغمس في داخل المجتمع فكسر التقليدية في العمل التي كانت هي الفارق ما بين برنامج المجلس وبقية البرامج خاصة وأن البرنامج يقوم على مقدمة خالد جاسم الذي أجده من أذكى الإعلاميين فقبل بداية البطولة كان طاقم العمل يتردد بشكل أسبوعي على العاصمة الرياض لرسم خطة البرنامج وكان يسير وفق منهجية عمل واضح وأهداف محددة بعيداً عن التحليل والتعليق والمتابعة اليومية المعتادة وفي اعتقادي أن البرنامج كان يؤدي رسالة أكبر من تغطية منافسات بطولة وكرة قدم ومن هنا نقدر حس المسئول ومن هنا يظهر الإعلام المسئول والإعلام غير المسئول الذي يؤدي رسالته بعمق.
اتحاد القدم
الاتحاد السعودي لكرة القدم كان شبه غائب عن بطولة الخليج وكان هناك قصور واضح في كيفية التعامل مع الحدث فكراً وعملاً بل بعض أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم كانوا شرارة أشعلت الكثير من الخلافات في الوقت الذي كان لابد أن يتم التركيز على حجم الحدث ومشاركة المنتخب والاحتفاء بالضيوف وتضافر الجهود بعيداً عن رمي التهم هنا وهناك والتنصل من المسئوليات بشكل أو بآخر فلا يمكن لعاقل مهما تحدث من تحدث أن يصدق أن الاتحاد السعودي ليست له علاقة بالحدث وتنظيمة وكل صغيرة وكبيرة فيه وكل اللجان العاملة من كل الجهات هي مجرد أدوات تساند وتدعم وتنفذ ما خطط له اتحاد القدم قبل انطلاق البطولة بأشهر وليس قبل انطلاقتها بأيام ولعل التدخل السريع من الرئاسة العامه لرعاية الشباب وأمارة الرياض وبالإضافة لأمانة مدينة الرياض أنقذ الكثير من المشكلات ولكننا هنا اليوم نقول بأن كل هذا يشفع له وصول المنتخب السعودي لنهائي الكأس وتحقيقه لهذه البطولة قد يكون سبباً في محو كل تلك المشكلات إلا أنها ستكون وستبقى معادلة تقييم لا أعتقد أنها ستمر مرور الكرام في ظل مطالبات سابقة وتحذير من الوقوع في مثل هذه الأخطاء.
القنوات الرياضية
القنوات الرياضية السعودية أعتقد أنها كانت خارج المنافسة رغم أنها حظيت بالدلال الأكبر من خلال منحها حقوق البث المجاني والسماح لها بالتواجد في كل مكان ومرفق فما شاهدناه من القنوات الخليجية يفوق بكثير ما قدمته القنوات الرياضية فكراً وعملاً وإخراجاً فلم يكن الجمهور السعودي يتابع منافسات دورة كأس الخليج من خلال القنوات الرياضية فكان الأولى أن لا تنافس أي قناة القنوات الرياضية ولا يمكن أن تكون الإمكانيات المالية سبباً في هذا القصور لأن كل الإمكانيات إذا لم توفر في مثل هذا الحدث وتلك المناسبة التي يستضيفها الوطن فمتي ستتوفر وإذا لم تبدع القنوات في تغطية هذا الحدث فأي حدث ممكن أن تبدع فيه ومتي وكيف كل هذه أسئلة يجب أن تكون عنوان ورشة عمل داخل القنوات الرياضية التي لابد أن تعرف ماذا تريد وماذا تريد أن تقدم وإلى أين تريد أن تصل وأن تعرف من تخاطب ولماذا تخاطب فالعمل التقليدي والاعتماد على عناصر بعينها وتقديم ما يمكن أن يملأ دقائق البث لم يعد عملاً مطلوباً في صناعة كرة القدم فالمهمة أكبر بكثير من مباريات وتحليل وبرامج تقليدية يعلوا فيها الصراخ.
البطي ورجاء والدايل
ما قدمته اللجنة التنفيذيــــة لكأس الخليــج واللجنــة الإعلامية رغم الوقت الضيق الذي عملوا فيه فلاشك أنه بالنسبة للجميع يعد عملاً مقدراً والقبول بهذه المهمة في ذلك التوقيت ينم عن حس وطني عال فلم يكن الهدف النجاح أو الفشل بل كان الهدف العمل على تقديم ما يمكن تقديمه وتوفير كافة الإمكانيات وسد الثغرات التي قد تكون سبباً في مشكلات عديدة تعصف بشكل ومضمون استضافة مثل هذا الحدث الرياضي الكبير خاصة في الوقت الذي كنا جميعاً في دول مجلس التعاون في أمس الحاجة لمثل هذه الأحداث التي تزيدنا قرباً وتآلفاً فمن الواجب علينا اليوم أن نشكر ونقدر ونبرز كل من عمل واجتهد ولاشك أن عادل البطي والزميل رجاء الله السلمي كانا أعمدة ساهمت في نجاح العمل بشكل عام فالعمل على إعداد حفل الافتتاح في أيام معدودة وتحضير كافة الاستعدادات لاستضافة الضيوف هو مهمة صعبه وفي ذات الوقت استضافة 2050 إعلامياً والعمل على راحتهم وتقديم كل ما يمكن لهم ليس بالعمل السهل في وقت قياسي استطاعت اللجنة الإعلامية ومن يعمل فيها أن تنجح في هذه المهمة. أضف لذلك الجندي الخفي مدير عام العلاقات العامة والمراسم بالرئاسة العامة لرعاية الشباب عبدالله الدايل الذي كان يعمل ليل نهار في استقبال الضيوف ومواصلاتهم وتنقلاتهم وحجوزاتهم وهو بذلك يسجل مزيداً من النجاحات التي سبق وسجلها في الكثير من المناسبات السابقة في ظل عدد كبير من المناسبات المختلفة مع كافة الجهات والدوائر الحكومية وخاصة ما يخص التأشيرات استلامها وتسليمها والتواصل مع كافة السفارات والمطارات والمنافذ البرية وغيرها داخلياً وخارجياً والفنادق فكل ذلك عمل وجهد لابد أن يقدر اليوم ويشار له ويشكر من يعمل في سبيل إظهار هذا الحدث بالشكل الذي يليق بهذا الوطن.
ما بقي في الختام إلا أن ندعو كافة الجماهير السعودية لتكون على الموعد اليوم لمؤازرة المنتخب السعودي في نهائي كأس الخليج بعد أن افتقدتها المدرجات في المباريات السابقة ولكن الليلة هي ليلة حصاد لمنتخب الوطن الذي ينتظر وقفة جماهيره لتكون عنصر النجاح في ليلة الختام.