2017-01-07 | 09:28 الكرة السعودية

غابت البطولات فهجرت الجماهير المدرجات

مشاركة الخبر      

مع نهاية الجولة الخامسة عشرة من الدوري السعودي للمحترفين، بدا واضحا التراجع الحاد في أعداد المشجعين في ملاعب المنطقة الشرقية، والتي لم تزد عن عدد حضور مباراة واحدة على ملعب مدينة الملك عبدالله في جدة (الجوهرة المشعة)، فلم يزد عدد الحضور في ملعب الأمير محمد بن فهد عن 36711 مشجعاً فقط، وعلى ملعب الأمير سعود بن جلوي (الراكة) عن 8486 مشجعا فقط، وأمام ذلك لم يزد عدد الجمهور الذي حضر للاتفاق على 24127 مشجعا بمعدل 3447 مشجعا فقط للمباراة الواحدة فيما بلغ عدد حضور القادسية 11099 مشجعا فقط، وبمعدل 1586 مشجعا فقط للمباراة الواحدة، بينما لم يحضر لمباريات الخليج سوى 9971 مشجعا فقط بمعدل 1424 مشجعا فقط للمباراة الواحدة.
"الرياضية" استضافت بدر العبدالكريم عضو مجلس إدارة نادي الاتفاق، ومحمد الشيخ الإعلامي والكاتب الرياضي، وموسى العمري رئيس رابطة مشجعي الاتفاق، لمناقشة الأرقام المتواضعة للجماهير في المنطقة الشرقية، لماذا هي متدنية بهذا الشكل، وكيف يمكن إعادة الروح للملاعب، فيما يلي التفاصيل:
"الرياضية"(محور النقاش الرئيسي): الحضور الجماهيري لأندية الشرقية مخيب للآمال، الأرقام تؤكد أنها الأقل حضورا في الدوري السعودي للمحترفين، هل المشكلة تكمن في ضعف مستويات الاتفاق والقادسية والخليج؟
العبدالكريم(يرد): لا ليس الضعف، ولكن لأن الأندية في الرياض وجدة تملك قاعدة جماهيرية كبيرة، فرقنا تملك جمهوراً لا يستهان به، والدليل ما شاهدناه عندما كان الاتفاق في الدرجة الأولى، كان الحضور كبيراً خاصة في المباريات الكبيرة، ولكن الظروف الاقتصادية وسعر التذاكر المرتفع أثر على ذلك الحضور، للأمانة الجمهور يؤثر كثيراً، والدليل أن الاتفاق لعب سبع مباريات على أرضه وفاز في أربع منها، ولهذا نحن حريصون على أن تكون هناك حملات لدعم الحضور.
"الرياضية"(مداخلة): قمتم بحملة ضخمة قبل مباراة القادسية، ولكن في النهاية الحضور كان ٢٥٥٦ مشجعا فقط؟
العبد الكريم (يرد): صحيح، الرقم لم يكن في مستوى الطموح، ولكن سنستمر في تلك الحملات لأن الحضور الجماهيري مهم جدا، وفي تصوري أن الحضور الكبير لأندية الرياض وجدة، هو كم النجوم المشهورين في تلك الأندية.
"الرياضية": سؤال للشيخ: عندما تستضيف أندية الشرقية مع أندية الرياض وجدة يكون الحضور كبيرا، هذا يعني أن قاعدة أنديتنا الجماهيرية ضعيفة، وهو يحضر للآخرين؟
الشيخ (يرد): الغياب ليس بالموسم الحالي، ولكن منذ سنوات طويلة، قياسا بالسنوات السابقة وبنحو عشرين عاما، في الثمانينات كان ملعب الأمير محمد بن فهد أو الراكة يمتلئ بكامل سعته حتى في مباريات عادية، والسبب أن الاتفاق كان يحقق البطولات، والبطولات هي عامل جذب للجمهور الذي يأتي لدعم الفريق للفوز باللقب، العامل الثاني كان كمية النجوم في الفريق.
"الرياضية"(مداخلة): ومن فرط في النجوم، أليست الأندية ذاتها بحثا عن المال السريع؟
الشيخ (يرد): تغيير الأحداث في الاتفاق والقادسية أدى إلى غياب الجمهور، هما غابا عن المنصات وهذا ولد الإحباط للجمهور من فرق تحقق بطولات آسيا والعرب والدوري، لفرق تلعب في دوري الدرجة الأولى، عندما يستمر الفريق في الوسط فهذا يحبط الجمهور، وأيضا بسبب غياب النجوم الذي فرضه نظام الاحتراف، فالنادي لم يعد يملك اللاعب، لهذا هجرة لاعبي أندية الشرقية لا تخطئها العين، في مباراة النصر والاتفاق كان يلعب للنصر خمسة لاعبين كانوا في الاتفاق والقادسية، وفي الهلال كذلك، في تصوري أن الاتفاق يملك جمهوراً قادراً على ملء ملعب الدمام، والدليل مباريات الاتفاق في بطولة الخليج ٢٠٠٧ عندما امتلأ الملعب، وكذلك في بطولة آسيا ٢٠١١، ولكن الجمهور يأتي من أجل النتائج، لهذا كان متوسط حضور مباريات الاتفاق في دوري الدرجة الأولى أكثر من أربعة آلاف مشجع، وهذا رقم لا تحققه فرق الوسط في الدوري، وفي مباراة الطائي الأخيرة حضرها ١٨ ألف مشجع.
"الرياضية"(محور للنقاش): كان المعدل أربعة آلاف، الآن في دوري المحترفين وأمام فرق كبيرة لم يتجاوز المعدل ٣٤٠٠ مشجع، لماذا تراجع؟
الشيخ (يرد): لا ننسى أن الحضور في دوري الأولى كان مجانا، وكان الفريق ينافس على اللقب، أما في الدوري الحالي فتأرجح النتائج أثر، مشكلة جمهور الاتفاق أنه مازال يتعامل مع فريقه على أنه الفريق القادر على تحقيق بطولة الدوري، وهو يُحبط حتى لو خسر أمام النصر والهلال، هذا جيد ولكنه يحمل الفريق ضغطاً كبيراً.
"الرياضية"، سؤال موجه للعمري: هل تعتقد أن بيئة الملاعب في الدمام والخبر طاردة للجمهور، أم لا علاقة لها بذلك؟
العمري (يرد): الخدمات الموجودة في الملعب غير جيدة، هي لا تقارن أبدا بالموجودة في ملعب “الجوهرة المشعة” مثلا.
"الرياضية"(مداخلة): ما الفرق بين الخدمات الموجودة في ملعب جدة، وتلك الموجودة في ملاعب الشرقية؟
العمري (يرد): لا توجد خدمات ولا حتى مياه، أيضا توقيت المباريات غير مناسب للحضور، وحتى أسعار التذاكر مرتفعة، أيضا هناك مشكلة نواجهها في روابط المشجعين وهي اختلاف القوانين من ملعب لآخر، ولا نعرف سبب ذلك، فلكل إدارة ملعب نظام مختلف عن الآخر، لا نعلم لماذا لا يكون هناك نظام موحد، فالجوهرة يختلف تماما عن ملعب الملك فهد في الرياض الذي يعتبر الأسوأ، بيئة الملاعب لا تشجع أبدا على الحضور وكذلك انعدام الخدمات في ملاعبنا.

إحباط جماهيري
"الرياضية:(محور للنقاش): إذا كان متوسط حضور الاتفاق ٣٤٤٧ مشجعاً والقادسية ١٥٨٦مشجعاً والخليج ١٤٢٤مشجعا، ألا يحبط ذلك اللاعبين؟
العبدالكريم (يرد): الحضور الجماهيري محفز للاعبين، والدليل أن فوز الاتفاق على أرضه ضعف فوزه في مبارياته خارج أرضه.
"الرياضية"(مداخلة): كإدارة.. عملت كل شيء، تذاكر موسمية، تحفيز، إعلانات، ولكن الجمهور لا يحضر، الديربي فقط ٢٥٦٦ مشجعا؟
العبدالكريم (يرد): لن نيأس، فالجمهور هو الأساس وملح المباريات، سمحنا للأطفال تحت سن ١٥ عاما بالدخول مجانا، وسمحنا لمن يحمل بطاقة موسمية أن يحضر معه مشجعاً آخر مجاناً، ولن نتوقف عن الأفكار، بل سنجد أفكاراً جديدة، صحيح إن الوضع الاقتصادي مؤثر ولكن سنعمل على أن نجعل مبارياتنا بيئة جذابة للحضور الجماهيري.
"الرياضية"(مداخلة): ألم تحاولوا مع إدارات الملاعب تحسين بيئة الملاعب؟
العبدالكريم (يرد): نجري اتصالات مع مديري الرابطة لذلك، ونحاول مع مجلس الجمهور أن نساعد في تحسين ذلك، طموحنا أكبر وأن تكون أسعار الخدمات أفضل ونوعيتها أحسن.
العمري (مداخلة): توقيت المباريات مازال مشكلة كبيرة، هي تُلغب بعد صلاة المغرب وهو توقيت غير جيد، كما أنها تكون وسط الأسبوع.
"الرياضية"(مداخلة): هذا التوقيت يعني ضياع اليوم بأكمله، ألم تحاولوا في الأندية الحديث مع الرابطة لتغيير هذا الموعد؟
الشيخ (يرد): هو معمول من أجل جدول البث، لكي لا تكون كل المباريات في توقيت واحد، هي مسألة نسبية، كإعلام نعتقد أن كل ما لُعبت المباراة في وقت مبكر، تكون التغطية أفضل، وهذا التوقيت يساعد الطلاب على الحضور، فالتوقيت المتأخر يعني تأخر الطلاب في العودة لمنازلهم.
"الرياضية"(مداخلة): هذا التوقيت لا هو مبكر ولا هو متأخر، هو في منتصف اليوم، يقضي على كل شيء آخر، ولا يستطيع المشجع عمل شيء آخر؟
الشيخ (يرد): الشرقية تصطدم بوجود الشركات الكبيرة التي يعمل الموظفون فيها حتى الساعة الرابعة عصرا، كما أن كثيراً من العائلات تفضل قضاء نهاية الأسبوع في البحرين مثلا، على عكس المناطق الأخرى التي تعتبر المباريات محطة الترفيه الأولى.
"الرياضية"(مداخلة): لابد أن نعترف أيضا أن كرة القدم ليست ذات شعبية كبيرة مثل ما هي في الرياض وجدة؟
الشيخ (يرد): فعلا، المفارقة تحضر في نادي الخليج، فهو يفتح مدرجاته مجانا لجمهوره، ويؤمن حافلات لنقلهم من سيهات، ولكن مع ذلك من يحضر لمبارياته لا يزيد على 200 مشجع فيما يحضر لمباريات فريق كرة اليد أكثر من 1500 مشجع، مع أن مباريات اليد تُلغب في الصالة الخضراء التي لا تبعد عن ملعب الراكة أكثر من كيلومتر واحد فقط.
العبدالكريم (مداخلة): نتائج الخليج في اليد رائعة، وهو منافس قوي على الألقاب على عكس فريق كرة القدم، وهذا ما يحفز الجمهور على الحضور.
"الرياضية" (مداخلة): إدارة الخليج لم تُقصر مع الجمهور، وقدمت لهم النقل والإعاشة والحضور المجاني، ومع ذلك لم يحضر لمباراة الخليج مع التعاون سوى 103 مشجعين فقط.
العبدالكريم (يرد): الجمهور يظل مصدر دخل كبير، الاتحاد مثلا حقق أكثر من 20 مليون ريال من الحضور الجماهيري، دعم الجماهير مهم لأي ناد.
الشيخ (مداخلة): ظاهرة الحضور الجماهيري ولو أنها أكثر وضوحا في المنطقة الشرقية، إلا أنها في كل ملاعب السعودية عدا ملعب الجوهرة، وحتى لو تراجع الحضور فيه، خاصة بعد أن شعر جمهور الأهلي أن بطولة الدوري ليست في متناول اليد بدأ في التراجع، وكذلك حال جمهور النصر، فآخر مباراة للنصر كانت أمام الاتفاق لم يتجاوز الأربعة آلاف مشجع مع أنه كان فائزاً على الهلال قبل أسبوع، وفي الوقت الذي يحضر للاتحاد خمسون ألفاً، لم يزد عدد مشجعي الأهلي أمام الفتح على العشرة آلاف، هي ظاهرة ترتبط بنتائج كل فريق.

تذاكر مرتفعة
"الرياضية"(محور للنقاش): رفع سعر التذاكر لأربعين ريالاً، ألا يشكل ذلك عبئاً على الجمهور الذي غالبا هو من الطلاب؟
العمري(يرد): فعلا غالبية الجمهور هم من عمر عشرين عاما وأقل، وهؤلاء ظروفهم المادية أقل.
"الرياضية"(مداخلة): وجود ثلاثة فرق من المنطقة الشرقية بدلا من أن يحفز الجماهير، ساهم في تراجعهم، خاصة أمام الفرق الكبيرة التي باتت تشاهد نجومها كثيراً.
الشيخ (يرد): هذا بات مرتبطا بموقف الفريق الذي سنواجهه، فلو حضر الهلال وهو منافس قوي على الدوري سيكون الحضور الجماهيري كبيرا، وسيكسر كل الأرقام.
"الرياضية" (مداخلة): هذا ليس أكيدا، الاتحاد في الموسم الماضي أمام الخليج حضر له أكثر من عشرة آلاف، هذا الموسم فقط سبعة آلاف.
الشيخ (يرد): أشك كثيرا في الأرقام التي يتم الإعلان عنها، في كل المباريات، بعض الأندية لا تعلن على الأرقام الفعلية لكي لا تدفع لهيئة الرياضة النسبة المحددة، كما أن بعض الجماهير تدخل بالتحايل، وسبق أن اشتكى الاتفاق وكذلك الخليج من وجود هذا الاختراق، الملعب لا يعبر عن العدد الحقيقي للجمهور.
"الرياضية" (محور للنقاش): هل تضرر الاتفاق ماديا بسبب تراجع الحضور، حتى الآن لم يزد على 700 ألف ريال.
العبدالكريم (يرد): كنا نتوقع أكثر من ذلك بالضعف، الحضور ليس بتطلعاتنا، ونأمل أن يتحسن، خاصة أمام الهلال في المباراة المقبلة، وهي سترفع نسبنا، فأمام النصر خذلتنا الرطوبة ولم يحضر الجمهور.